اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 259
على استغرابها معناه على استغراب الناس أياها وهو من باب إضافة المصدر إلى المفعول
رمى الدرب بالجرد الجياد إلى العدى ... وما علموا أن السهام خيولُ
أي رماهم بخيلٍ أسرع إليهم من السهام ولم يعلموا أن خيلا تسرع إسراع السهام
شوائل تشوال العقارب بالقنا ... لها مرحٌ من تحته وصهيلُ
أراد شوائل بالقنا تشوال العقارب بأذنابها شبه الرماح مع الخيل بأذناب العقارب إذا شالت بها يقال شال الشيء إذا ارتفع
وما هي إلا خطرة عرضت له ... بحران لبتها قناً ونصولُ
هي كناية عن الرمية التي دل عليها قوله رمى الدرب يقول لم تكن إلا خاطرا عرض له فأجاب خاطره الرماح والسيوفُ
همامٌ إذا ما هم أمضى همومهُ ... بأرعن وطأ الموتِ فيه ثقيلُ
يعني أن وطأ الموت في جيشه ثقيل على من يحاول موته من أعدائه
وخيلٍ براها الركض في كل بلدةٍ ... إذا عرست فيها فليس تقيلُ
أي إذا نزلت ليلا في بلدة لم تقم بها نهارا بل تقيل ببلدة أخرى وأراد فليس تقيل فيها فحذف المضاف إليه،
فلما تجلى من دلوك وصنجةٍ ... علت كل طودس رأيه ورعيلُ
يقول لما فصل من هذين الموضعين وبان منهما تفرقت فرسانه فعمت راياته ورعال حيله الجبال
على طرقٍ فيها على الطرق رفعةٌ ... وفي ذكرها عند الأنيس خمولُ
أي على طرق في الجبال فهي مرتفعة على الطرق وهي خاملةُ الذكر لأنها لم تسلك
فما شعروا حتى رأوها مغيرةً ... قباحا وأما خلقها فجميلُ
يعني فجئتهم الخيل فلم يشعروا إلا بها تغير عليهم قباحا في أعينهم لأنها تأتي للغارة عليهم وهي جميلة الخلق وهذا كقوله أيضا، حسن في عيون أعدائه أقبحُ من ضيفه رأته السوامُ،
سحائب يمطرن الحديد عليهم ... فكل مكانٍ بالسيوف غسيلُ
جعل خيله كالسحائب لما فيها من بريق الأسلحة وصياح الأبطال وجعل مطرها الحديد لأنها تنصب عليهم بالسيوف والأسنة ولما جعل الحديد مطرا جعل المكان الذي يقع عليه الحديد مغسولا به
وأمسى السبايا بنتحبن بعرقةٍ ... كأن جيوب الثاكلات ذيولُ
عرفة موضع أي الجواري التي سبيت يبكين بهذا المكان ويشققن جيوبهن على من فقدن من قتلاهن فكأن جيوبهن في سعتها ذيول
وعادت فظنوها بموزار قفلا ... وليس لها إلا الدخول قفولُ
عادة خيل سيف الدولة فظنها الروم راجعةً إلى بلادها وليس لها رجوع إلا الدخول عليهم من درب موزار يعني قفولها الذي ظنوه كان دخولا عليهم
فخاضت نجيع الجمع خوضاً كأنه ... بكل نجيعٍ لم تخضه كفيلُ
الهاء في كأنه للخوض يقول خاضت خوضا وافرا تاما كأن ذلك الخوض كفيل بكل دم لم تخضه لأن من رأى ذلك الخوض علم أنه لا يتعذر عليها خوض دم
تسايرها النيران في كل مسلكٍ ... به القوم صرعى والديار طلولُ
أي تسير معها النيران إينما سلكت أي أنهم يحرقون كل موضع وطئوه من بلادهم ويقتلون أهله فتخرب ديارهم وتبقى الآثار
وكرت فمرت في دماء ملطيةٍ ... ملطية أم للبنين ثكولُ
عادت الخيل فخاضت في دماء أهل ملطية أي سفكت دماءهم حتى خاضت فيها الخيل وجعل ملطية أما لأهلها وجعلهم كالبنين لها وقد فقدتهم حين قتلوا
وأضعفن ما كلفنه من قباقبٍ ... فأضحى كأن الماء فيه عليلُ
قباقب اسم نهر عبرته خيل سيف الدولة فجعل جرى مائه ضعيفا بكثرة قوائمها فيه والمعنى أضعفت الخيل الماء الذي كلفت الخيل قطعهُ
ورعن بنا قلب الفرات كأنما ... تخر عليه بالرجال سيول
أي لما عبرت الخيل بنا الفرات راعته كثرة الخيل فكأنما يقع فيه سيول من الرجال الذين يخوضونه ولما جعل الفرات مروعا استعار له قلبا لأن الروع يكون في القلب
يطارد فيه موجه كل سابحٍ ... سواء عليه غمرة ومسيلُ
أي الموج كانت تنجفل عن قوائم الخيل وهي تبعها فجعل ذلك كالمطاردة والغمرة معظم الماء والمعنى أن الخيل كانت تسبح في الغمرة وتسير في المسيل
تراه كأن الماء مر بجسمه ... وأقبل راس وحده وتليل
أي إذا سبح الفرس في الماء لم يظهر منه إلا الرأس والعنق
وفي بطن هنزيطٍ وسمنين للظبا ... وصعم القنا ممن أبدن بديلُ
اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 259