responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي    الجزء : 1  صفحة : 255
فاستزاده سيف الدولة فقال

القلب أعلم يا عذول بدائه ... وأحق منك بجفنه وبمائهِ
يقول للعاذل القلب أعلم منك بدائه ما فيه من برح الهوى فهو يطلب شفاءه والقلب أحق منك بماء الجفن أي أن شفاءه في البكاء أنت تنهاه عن ذلك والقلب يأمر الجفن بالبكاء طالبا بذلك شفاء مما فيه من الهوى فهو أولى بذلك منك لأن القلب ملك البدن فهو يصرف الدمع إلى حيث يريد

فومن أحب لأعصينك في الهوى ... قسماً به وبحسنه وبهائهِ
الفاء للعطف والواو للقسم أقسم بالحبيب أنه لا يطيع عاذله فيه

أأحبه وأحب فيه ملامةً ... إن الملامة فيه من أعدائه
يريد أن معنى الملامة النهي عن حبه ولا أجمع بين حبه وبين النهي عن ذلك وأراد أن يناقض أبا الشيص في قوله، أجد الملامة في هواك لذيذةً، حبا لذكرك فليلمني اللوم، ومعنى إن الملامة فيه من اعدائه أن اللوم في حبه عدو له وتلخيص الكلام أن صاب الملامة وهو اللائم من اعداء هذا الحبيب حين ينهي عن حبه ومن أحب حبيبا عادى عدوه

عجب الوشاة من اللحاة وقولهم ... دع ما نراك ضعفت عن إخفائه
هذا إشارة إلى أنه ليس عنده إلا واشٍ أو لاحٍ فاللحاة يقولون له دع هذا الحب الذي لا تطيق كتمانه والوشاة يتعجبون من هذا القول لأنه إذا لم يطق كتمانه كان اعجز عن تركه

ما الخل إلا من أود بقلبهِ ... وأرى بطرفٍ لا يرى بسوائه
سوى إذا فتح مد وإذا كسر قصر يقول ليس لك خليل إلا نفسك كما قال أيضا، خليلك أنت لا من قال خلى، وإن كثر التجمل والكلام، ويجوز أن يكون المعنى ما الخل إلا من لا فرق بيني وبينه وإذا وددت فكأني بقلبه أود وإذا رأيت فكأني طرفه أرى يعني خليلك من وافقك في كل شيء فيود ما وددت ويرى ما رأيت.

إن المعين على الصبابة بالأسى ... أولى برحمة ربها وأخائه
يجوز أن يكون قوله على الصبابة أي مع ما أنا فيه من الصبابة كما قال الأعشى، وأصفدني على الزمانة قائدا، أي اعطاني مع ما كنت أقاسيه من الزمانة قائدا ويكون المعنى أن الذي يعين مع ما أنا فيه بإيراد الحزن عليّ باللوم أولى بإن يرحمني فيرق لي ويواخيني فيحتال في طلب الخلاص لي من روطة الهوى وهذا في عراض قول ابي ذر، إن كنت ناصحه فداو سقامه، وجعل إيراده عليه الحزن عونا على معنى أنه لا معونة عنده إلا هذا كما قالوا عتابك السيف وحديثك الصم أي وضعت هذا موضعه ويجوز أن يكون المعنى على ذي الصبابة أو صاحب الصبابة فيكون من باب حذف المضاف

مهلاً فإن العذل من أسقامه ... وترفقاً فالسمع من أعضائه
يقول للعاذل دع العذل فإني سقيم لا احتمله والعذل من جملة اسقامي لأنه يزيدني سقما وأرفق في عذلك فإنك ترى ضعف اعضائي وإنها لا تحتمل أذى والسمع من جملة أعضائي فلا تورد عليه ما يضعف على استماعه.

وهب الملامة في اللذاذة كالكرى ... مطرودةً بسهادهِ وبكائه
قال ابن جنى يقول أجعل ملامتك إياه في التذاذها كالنوم في لذاذته فاطردها عنه بما عنده من السهاد والبكاء أي لا تجمع عليه اللوم والسهاد والبكاء أي فكما أن السهاد والبكاء قد أزالا كراه فلتزل ملامتك إياه وهذا كلام من لم يفهم المعنى وظن زوال الكرى من العاشق وليس على ما ظن ولكنه يقول للعاذل هب أنك تستلذ الملامة كاستلذاذك النوم وهو مطرود عنك بسهاد العاشق وبكائه فكذلك دع الملام فإنه ليس بالذ من النوم أي فإن جاز أن لا تنام جاز أن لا تعذل.

لا تعذر المشتاق في أشواقه ... حتى تكون حشاك في أحشائه
يقول لا تكون عاذرا للمشتاق حتى تجد ما يجده وهذا معنى قوله حتى تكون حشاك في أحشائه وهذا كقول البحتري، إذا شئت أن لا تعذل الدهر عاشقاً، على كمدٍ من لوعة الحب فأعشق،

أن القتيل مضرجاً بدموعه ... مثل القتيل مضرجا بدمائه
المضرج الملطخ بالدم من قولهم ضرجت الثوب إذا صبغته بالحمرة جعل العاشق كالمقتول تعظيما لأمر الهوى

والعشق كالمعشوق يعذب قربهُ ... للمبتلي وينال من حوبائه
يعني أن العشق مستعذب القرب كقرب المعشوق وإن كان ينال من روح العاشق والمعنى أن العشق قاتل وهو مع ذلك محبوب مطلوب

لو قلت للدنف الحزين فديته ... مما به لأغرته بفدائه

اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي    الجزء : 1  صفحة : 255
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست