responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي    الجزء : 1  صفحة : 246
العزهاة الذي لا يريد النساء ولا يميل إليهن وهي ضد الغزل يقول قد أتيت حبيبتي ليلا ومعي سيفي والسيف لا يوصف بالميل إلى النساء ولا ببغضهن

فبات بين تراقينا ندافعه ... وليس يعلم بالشكوى، ولا القبلِ
أي بات السيف بيننا ونحن متعانقان ولا علم له بما يجري بيننا من شكوى الفراق والهوى ولا غير ذلك مما يجري بين المحبين إذا تعانقا

ثم اغتدى وبه من ردعها أثر ... على ذؤابته والجفن والخللِ
الرجع التلطخ بالطيب يقول اغتدى السيف وقد تأثر بما كان عليها من الطيب وظهرت آثاره على ما تعلق منه من السيور وعلى جفنه والغلاف الذي فيه الجفن

لا أكسب الذكر إلا من مضاربهِ ... أو من سنانٍ أصم الكعب معتدلِ
أي لا أطلب الشرف ولا أكسبه إلا من مضارب السيف أو من سنان الرمح

جاج الأمير به لي في مواهبهِ ... فزانها وكساني الدرع في الحللِ
أي أعطاني الأمير هذا السيف في جملة ما وهب لي فزان بحسنه الهبات وكساني في جملة ما أعطاني من الثياب الدرع يعني أنه وهبه سيفا ودرعا في جملة ما وهبه

ومن عليِّ بن عبد اللهِ معرفتي ... بحملهِ من كعبد الله أو كعلي
يقول منه تعلمت حمل السيف وهو واهبه لي ومعلمي حمله ثم قال من مثله أو مثل أبيه يعني لا مثل لهما.

معطى الكواعبِ والجرد السلاهب وال ... تبيض القواضب والعسالة الذبل
يقول هو الذي يعطي سائليه الجواري الشابة والخيل الطوال والسيوف القاطعة والرماح اللينة

ضاق الزمان ووجه الأرض عن ملكٍ ... ملء الزمان وملء السهل والجبل
يقول ضاق عنه الزمان والمكان فإن همه ضاق به الزمان ووجه الأرض ضاق عن جيشه وهو ملء الطرفين.

فنحن في جذلٍ والروم في وجلٍ ... والبر في شغلٍ والبحر في خجلٍ
يقول نحن في فرح به يني المسلمين والروم في خوف منه لغاراته وغزواته مشتغل بجيشه لا يتفرغ لغيرهم والبحر في خجل من ندى يديه

من تغلب الغالبين الناس منصبه ... ومن عدي أعادي الجبن والبخل
يقول أصله من تغلب الذين غلبوا الناس نجدةً وشجاعةً ومن عديّ الذين هم اعداء الجبن والبخل.

والمدح لأبن أبي الهيجاء تنجده ... بالجاهليةِ عين العي والخطلِ
تنجده تعينه والخطل اضطراب القول وهذا تعريض بأبي العباس النامي فأنه مدح سيف الدولة بقصيدة ذكر فيها اباءه الذين كانوا في الجاهلية يقول إذا مدحته بذكر أبائه الجاهليين كان ذلك عين العي ثم أكد هذا المعنى وتممه بقوله:

ليت المدائح تستوفي مناقبه ... فما كليب وأهل الأعصر الأولِ
ليت المدائح ما مدح به من الشعر استكمال ذكر مناقبه ومتى يتفرغ الشعر لذكر كليب وأهل الدهور السابقة.

خذ ما تراه ودع شيئا سمعت به ... في طلعةِ الشمس ما يغنيك عن زحلِ
يقول أمدحه بما تشاهده وأترك ما سمعت به فإن الشمس تغنيك عن زحل جعله كالشمس وأباءه كزحل والمعنى فيما قرب منك عما بعد عنك لا سيما إذا كان القريب أفضل من البعيد.

وقد وجدت مجال القول ذا سعةٍ ... فإن وجدت لسانا قائلا فقلِ
يقول قد وجدت مجالا للقول لكثرة ما فيه من المناقب فإن كان لك لسان قائل فقل أي فلست تحتاج إلى شيء غائب في مدحه.

إن الهمام الذي فخر الأنام به ... خير السيوف بكفي خيرة الدولِ
يقول هذا الملك الذي يفتخر الخلق كلهم به لكونه فيهم وهو خير السيوف في يدي خير الدول يعني دولة الإسلام

تمسى الأماني صرعى دون مبلغه ... فما يقول لشيء ليت ذلك لي
يقول أنه مسلط على الأنام مالك للرقاب والأموال فما يتمنى شيئا والأماني لا ترتقي إليه لأنه لا يحتاج إلى أن يتمنى شيئا فلا يرى نفيسا إلا وله خير منه أو صار له ذلك الشيء وهذا كقوله أيضا، يا من يسير وحكم الناظرين له، البيت وهذا البيت تفسير ما أغفله البحتري في قوله، ومظفر بالمجد إدراكاته، في الحظ زائدة على أوطاره، وضد قول عنترة، ألا قاتل الله الطلول البواليا، وقاتل ذكراك السنين الخواليا، وقولك للشيء الذي لا تناله، إذا ما حلا في العين يا ليت ذا ليا،

أنظر إذا اجتمع السيفان في رهجٍ ... إلى اختلافهما في الخلق والعملِ
هذا المعد لريبِ الدهر منصلتا ... أعد هذا لرأس الفارس البطلِ

اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي    الجزء : 1  صفحة : 246
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست