اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 244
الصواعق مهلكة وهي التي تكره وتخاف من الغمام والديم نافعة وهي المرجوة من الغمام يقول الغمام الذي يصيبني شره ليته لزال ذلك الشر إلى من عنده النفع وهذا منقول من قول الطائي، ولو شاء هذا الدهر أقصر شره، كما قصرت عنا لهاه نائله، ومثل هذا في المعنى قول ابن الرومي، أعندي تنقض الصواعق منكما، وعند ذوي الكفر الحيا والثرى الجعد، وقوله أيضا، غزره وجهة العدى وتجاهي، خلف إيماض برقه وجموده، وأخذه السري الموصلي وقال، وأنا الفداء لمن مخيلة برقهِ، حظي وحظُّ سوايَ من أنوائه،
أرى النوى تقتضيني كل مرحلةٍ ... لا تستقل بها الوخادة الرسمُ
أي يكلفني البعد عنكم قطع كل مرحلةٍ لا تقوم بقطعها الإبل والوخادة من الوخدان والرسم جمع راسم وهو الذي سيره الرسيم وهو ضرب من السير
لئن تركن ضميراً عن ميامننا ... ليحدثن لمن ودعتهم ندمُ
ضمير جبل على يمين طالب مصر من الشام يقول أن لحقت ركابي بمصر ليندمن سيف الدولة على فراقي.
إذا ترحلت عن قومس وقد قدروا ... أن لا تفارقهم فالراحلون هم
إذا سرت عن قوم وهم قادرون على اكرامك وارتباطك حتى لا تحتاج إلى مفارقتهم فهم المختارون الإرتحال يريد بهذا إقامة عذره في فراقهم أي أنتم تختارون الفراق إذا ألجأتموني إليه
شر البلاد مكان لا صديق به ... وشر ما يكسب الإنسان ما يصمُ
وشر ما قنصته راحتي قنصٌ ... شهب البزاة سواء فيه والرخم
يقول شر صيد صدته ما شاركتني فيه اللئام وهذا مثل يريد أن سيف الدولة يجريه في رسم العطاء مجرى غيره من خساس الشعراء إي إذا ساواني في أخذ عطائك من لا قدر له فأي فضل لي عليه.
بأي لفظٍ تقول الشعر زعنفةٌ ... تجوز عندك لا عرب ولا عجمُ
الزعنفة اللئام من الناس وجمعها زعانف مأخوذ من زعنفة الأديم وهو ما يسقط منه من زوائده يقول هؤلاء الخساس اللئام من الشعراء بأي لفظٍ يقولون الشعر وليست لهم فصاحة العرب ولا تسليم العجم الفصاحة للعرب فليسو شيئا وصحف بعضهم فقال تخور من خوار الثور وهو صحيح في المعنى وأن كان تصحيفا من حيث الرواية وهذا كما يروي أن رجلا قرأ على حمادٍ الرواية شعر عنترة، إذ تستبيك بذي غروبٍ واضحٍ، فصحف فقال إذ تستنيك فضح حماد فقال أحسن لا أريوه بعد هذا إلا كما قرأته
هذا عتابك إلا أنه مقةٌ ... قد ضمن الدر إلا أنه كلمُ
هذا الذي أتاك من الشعر عتاب مني إليك وهو مقةٌ وود لأن العتاب يجري بين المحبين وهو در يعني حسن نظمه ولفظه غير أنه كلمات.
ولما أنشد هذه القصيدة وانصرف اضطرب المجلس وقال له نبطي كان في المجلس دعني أسع في دمه فرخص له ذلك والنبطي السامري وكان كبيرا من كتابه وفيه يقول أبو الطيب.
أسامري ضحكة كر راء ... فطنت وأنت أغبى الأغبياء
هو أبو الفرج السامري يقول يا سامري يا من يضحك منه كل من رآه علمت ما أنشدته من قصيدتي وأنت أجهل الجهال أي كيف علمت ذلك مع جهلك
صغرت عن المديح فقلت أهجي ... كأنك ما صغرت عن الهجاء
وما فكرت قبلك في محالٍ ... ولا جربت سيفي في هباءِ
وقال أيضا فيما كان يجري بينهما من معاتبةٍ مستعتبا من القصيدة الميمية
ألا ما لسيف الدولة اليوم عاتبا ... فداه الورى أمضى السيوف مضاربا
يقول ما له غضبان أي لم غضب وأمضى خبر ابتداء محذوف تقديره هو أمضى السيوف مضارب أي لا سيف أمضى منه مضربا.
وما لي إذا ما اشتقت أبصرت دونه ... تنايف لا أشتاقها وسبابها
وما لي بعيدا عنه إذا اشتقت إليه رأيت بيني وبينه مفاوز وامكنة خالية
وقد كان يدني مجلسي من سمائه ... أحادث فيها بدرها والكواكبأ
أراد بالسماء مجلسه جعله كالسماء رفعةً له وجعله كالبدر وندماءه وأهل مجلسه كالكواكب حوله
أي تحنن على تحننا بعد تحنن إذا كنت مسؤولا ولك الإجابة إذا كنت داعيا وكفى بين موهوبا أي أنا أشكر من يهبني وأنشر ذكره وكفى بك واهبا أي أنك اشرف الواهبين
أهذا جزاء الصدق إن كنت صادقا ... أهذا جزاء الكذب إن كنت كاذبا
أي إن كنت صادقا في مديحك فليس ما تعاملني به جزاء لصدقي وإن كنت كاذبا فليس هذا أيضا جزاء الكاذبين لأني إن كذبت فقد تجملت لك في القول فتجمل لي أيضا في المعاملة.
اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 244