اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 241
أي ولكن نفى الاسنة يعني أصحابها عن الشام صاغرين اذلآء رجلٌ كريم الخبر لحسن الخبر عنه ما سب قط أي لا يذم ولم يهج لأنه غير مستحقٍ لذلك ولا سب هو احدا كرما وعفوا كما قال الآخر، أعدد ثلث خلالٍ قد عددن له، هب سب من أحد أو سب أو بخلا،
وجيشٍ يثنى كل طودٍ كأنه ... خريق رياحٍ واجهت غصنا رطبا
وجيش إذا مروا بجبل شقوه لكثرتهم بنصفين فجعلوه اثنين يسمع حسيسهما كالريح إذا مرت بأغصانٍ رطبةٍ والخريق الريح الشديدة ومنه قول الشاعر، كأن هويها خفقان ريحٍ، خريقٍ بين أعلامٍ طوالِ،
كأن نجوم الليل خافت مغاره ... فمدت عليها من عجاجته حجبا
يقول عجاج خيله حجب السماء حتى لم يبد النجم فكأن النجوم خافت غارته فاستترت بالعجاج حتى لا يراها.
فمن كان يرضى اللؤم والكفر ملكه ... فهذا الذي يرضى المكارم والربا
يقول ن كان يرضى لئيما كافرا في ملكه فهذا كريم مؤمن يرضى المكارم بجوده والله تعالى بجهاده في سبيله.
وأهدى إليه سيف الدولة هدية فيها ثياب روميةٌ ورمح وفرس معها مهرها وكان المهر أحسن
ثياب كريم ما يصون حسانها ... إذا نشرت كان الهبات صوانها
يقول أتتني ثياب كريم أو عندي ثياب كريمٍ لا يصون الثياب الحسنة بل يهبها وقوله كان الهبات صوانها أي ليس لها صوان غير الهبات يريد أنه لا يصونها في الصوان بل يهبها ويجوز أن يريد أن ما يصونها من لفاف ومنديلٍ كان هبةً أيضا كما قال، أول محمول سيبه الحمله،
ترينا صناع الروم فيها ملوكها ... وتجلو علينا نفسها وقيانها
الصناع المرأة الحاذقة بالعمل يريد أن ناسجتها صورت فيها هذه الأشياء فهي تريناها وتجلوها علينا بنقشها فيها.
ولم يكفها تصويرها الخيل وحدها ... فصورت الأشياء إلا زمانها
يقول لم تصور الخيل وحدها بل صورت الأجسام وما أمكنها تصويره ولم يمكنها تصوير الزمان لأنه لا صورة له فلذلك لم تصوره.
وما أدخرتها قدرةً في مصورٍ ... سوى أنها من أنطقت حيوانها
الإدخار لا تتعدى إلى مفعولين لكنه أضمر فعلا في معناه يتعدى إلى مفعولين كأنه قال ما حرمتها قدرةً يقول لم تدخر هذه الصناع عن الصور قدرةً إلا استعملتها غير أنها لم تقدر على انطاق ما صورت من الحيوان.
وسمراء يستغوي الفوارس قدها ... ويذكرها كراتها وطعانها
عطف السمراء على الثياب لأنها كانت في جملة الهبات يريد قناة سمراء واستغواء قدها الفوارس اطماعه إياهم بطوله وملاسته وشرائط كماله في تصريفه واستعماله وإظهار عجزهم عنه إذا باشروا ذلك ويذكرهم الكر والطعن.
ردينيةٌ تمت فكاد نباتها ... يركب فيها زجها وسنانها
أي هي مما عملته ردينة وهي امرءة كانت تعمل الرماح أي لحسن ما انبتها الله كان نباتها يجعلها ذات زج وسنان
وأم عتيق خاله دون عمهِ ... رأى حسنها من أعجبته فعانها
يريد فرسا أثنى لها مهر كريم خال ذلك المهر في الشرف دون عمه يعني أن أباه كان أكرم من أمه لأن العم والأب اخوان كما أن الخال والأم أخوان فإذا كان العم اكرما من الخال فالأب أكرم من الأم وقوله رأى حسنها من أعجبته أي كأنها مصابةٌ بالعين لقبح خلقها يريد أن الفرس كانت قبيحةً.
إذا سايرته باينته وبانها ... وشانته في عين البصير وزانها
أي إذا سايرت الأم المهر ظهر بينهما البون لأن المهر أكرم من الأم والأم تشين المهر بقجها والمهر يزين أمه بحسنه
فأين التي لم يأمن الخيل شرها ... وشرى ولا تعطى سواي أمانها
أين الفرس التي إذا ركبتها لا يؤمن شرها ولا شرى ولا يحس ركوبها غيري أي لا تنقاد لغيري يعني أين التي لا تصلح إلا للحرب.
وأين التي لا ترجع الرمح خائباً ... إذا خفضت يسرى يدي عنانها
أين الفرس التي تصلح للطعان فلا ترد الرمح في الحرب خائبا إذا طاعنت عليها وقرطت عنانها.
وما لي ثناء لا أراك مكانه ... فهل لك نعمى لا تراني مكانها
يقول ليس لي ثناء إلا وأنا أراك أهلا له أثنى عليك به فهل لك نعمة لا تعرفني أهلا لها فتدخرها عليّ.
وقال يمدح سيف الدولة ويعاتبه
وا حر قلباه ممن قلبهُ شبمُ ... ومن بجسمي وحالي عندهُ سقمُ
اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 241