responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي    الجزء : 1  صفحة : 239
يقال بورك لك وبورك فيك وبورك عليك وبوركت أربع لغاتٍ والمعنى بارك الله عليك من غيث أي مطر كأن جلودنا بذكر تنبت هذه الأنواع من الثياب أي لأنك تخلعها علينا وتلبسناها فكأنك غيث تمطر علينا فتنبت جلودنا هذه الثياب.

ومن واهبٍ جزلا ومن زاجر هلاً ... ومن هاتكٍ درعا ومن ناثرٍ قصبا
يقول بوركت من رجلٍ تهب العطاء جزلا ويجزر الخيل فيحثها بقوله هلا وهو زجر واستحثاث ويهتك الدرع بسيفه وسنانه وينثر الأمعاء فيشقها.

هنيأً لأهل الثغر رأيك فيهم ... وأنك حزب الله صرت لهم حزبا
رأيك مرفوع بفعله وفعله هنيأ وأصله ثبت هنيا فحذف الفعل واقيم الحال مقامه فصارت تعمل عمله أنشد سيبويه، هنيأ لأرباب البيوت بيوتهم، وللعزب المسكين ما يتلمس، يقول هنيأ لهم حسن رأيك فيهم وانك يا حزب الله صرت لهم حزبا أي أنصارا وأعوانا.

وأنك رعت الدهر فيها وريبه ... فإن شك فليحدث بساحتها خطبا
فيها أي في الأرض كنايةً عن غير مذكورٍ كما يقال ما عليها أكرم من فلان يقول فعلت فعلا هابك الدهر بذلك الفعل وصروفه فإن شك الدهر بما أقول له فليحدث خطباً بساحة الأرض يعني أن الأرض أمنت وأهلها امنوا من تصاريف الدهر وإن يخيفهم الدهر بخطبٍ من خطوبه هيبةً لك.

فيوما بخيلٍ تطرد الروم عنهم ... ويوما بجود تطرد الفقر والجدبا
يعني عن أهل الثغر يقول تحميهم وتعطيهم.

سراياك تترى والدمستق هاربٌ ... وأصحابه قتلى وأمواله نهبا
أي جيوشك تأتي الروم متتابعةً متواترةً والنهبى المنهوبُ.

أتى مرعشاً يستقرب البعد مقبلا ... وأدبر إذ اقبلت يستبعد القربا
يقول لما أتى هذا الثغر أتاه في نشاط فالبعيد عليه قريب لنشاطه فلما اقبلت ادبر منهزما يبعد عليه القريب أي لخوفه منك طال عليه الطريق.

كذا يترك الأعداء من يكره القنا ... ويقفل من كانت غنيمته رعبا
يقول كما ولي هو منهزما عنك كذا يترك أعداءه من كره المطاعنة وكرجوعه يرجع من لم يغنم سوى الرعب أي أنه عاد مرعوبا وكان الرعب له بمنزلة الغنيمة لغيره.

وهل رد عنه باللقان وقوفه ... صدور العوالي والمطهمة القبا
كان الدمستق قد أقام باللقان فلما أقبل سيف الدولة انهزم يقول فهل أغنى عنه وقوفه هل رد عنه الرماح والخيل الحسان الضامرة.

مضى بعد ما التف الرماحان ساعةً ... كما يتلقى الهدب في الرقدة الهدبا
أراد رماح الرفيقين فثنى الجمعين كما قال أبو النجم، بين رماحي مالكٍ ونهشل، وهذا كما حكاه سيبويه من قولهم لقاحان سوداوان واللقاح تكسير لقحةٍ وقد ثنى وجمع الجمع المكسر أكثر في اللغة من تثنية الجمع يقول انهزم الدمستق بعد ما تشاجرت رماح الفريقين ساعةً كما تختلط الأهداب الأعالي والأسافل عند النوم.

ولكنه ولى وللطعن سورةٌ ... إذا ذكرتها نفسه لمس الجنبا
أنهزم وللطعن ارتفاع وحدة في قومه إذا تذكره لمس جنبه هل اصابه منه شيء أي أنه أنهزم مدهوشا مرعوبا لا يدري ما حاله ولا يعرف هل اصابته جراحة أم لا.

وخلى العذارى والبطاريق والقرى ... وشعث النصارى والقرابين والصلبا
يقول انهزم وترك النساء وسادة الجيش وأراد بشعث النصارى الرهبان والقرابين حاصةُ الملك واحدهم قربان.

أرى كلنا يبغي الحيوة لنفسهِ ... حريصاً عليها مستهاما بها صبا
يقول كل منا طالب للحيوة وعاشق لها يحبها ويحرص عليها.

فحب الجبان النفس أورده البقا ... وحب الشجاع النفس أورده الحربا

اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي    الجزء : 1  صفحة : 239
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست