responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي    الجزء : 1  صفحة : 234
يقول يفخر بك الدم الذي تسفكه ويحمدك القلب الذي تخوفه وذلك من شرف الأقدام كما قال آخر، فإن كنت مقتولا فكن أنت قاتلي، فبعض منايا القوم أكرم من بعض،

وكل يرى طرق الشجاعة والندى ... ولكن طبع النفس للنفس قائدُ
يقول كل أحد يرى طريق النجدة والجود لأنه لا خفاء بهما ولكن إنما يسلك طريقهما من قادته نفسه إليه والمعنى أنك مطبوع عليهما ونفسك تقودك إليهما.

نهبت من الأعمار ما لو حويته ... لهنئت الدنيا بأنك خالدُ
هذا من احسن ما مدح وهو مديح موجه ذو وجهين وذلك أنه مدحه في المصراع الأول بالشجاعة وكثرة قتل الأعداء فقال نهبت من أعمار الأعداء بقتلهم ما لو عشته لكانت الدنيا مهنأة ببقائك فيها خالدا وهذا هو الوجه الثاني من المدح أنه جعله جمالا للدنيا تهنأ الدنيا ببقائه فيها ولو قال ما لو عشته لبقيت خالدا لم يكن المدح موجها.

فأنت حسام الملك والله ضاربٌ ... وأنت لواء الدين والله عاقدُ
أي أنت للملك بمنزلة الحسام ولكن الضارب بك هو الله وأنت للدين لواء عاقدك الله لا غير.

وأنت أبو الهيجا ابن حمدان يا ابنه ... تشابه مولود كريم ووالدُ
يقول يا ابن أبي الهيجاء أنت أبو الهيجاء بن حمدان يعني صحة شبهه بأبيه حتى كأنه هو وهو قوله فيما بعد تشابه مولود كريم ووالد.

وحمدان حمدون وحمدون حارث ... وحارث لقمان ولقمان راشد
يريد كل من أبائك يشبه أباه وترك صرف حمدون وحارثٍ ضرورة وذلك غير جائر عند البصريين ويهزأ الصاحب من هذا البيت فقال لم نزل نستهجن جمعن الأسامي في الشعر كقول الشاعر، أن يقتلوك فقد ثللت عروشهم، بعتيبة بن الحارث بن شهاب، وقول دريد بن الصمة، قتلنا بعبد الله خير لداته، ذواب بن أسماء بن زيد بن قارب، واحتذى هذا الفاضل على طرقهم وقال وأنت ابو الهيجاء البيتان وهذا من الحكمة التي ذخرا ارسطاليس وافلاطون لهذا الخلف الصالح انتهى كلامه قال ابن فورجة أما سبك البيت فاحسن سبك يريد أنت تشبه أباك وأبو كان يشبه أباه وأبوه أباه إلى آخر الأباء فليت شعري ما الذي استقبحه فإن استقبح قوله وحمدان حمدون وحمدون حارث فليس في حمدان ما يستقبح من حيث اللفظ والمعنى بل كيف يصنع والرجل اسمه هذا والذنب في ذلك للأباء لا للمتنبي وهذا على نحو ما قال أبو تمام، عبد المليك بن صالح بن علي بن قسيم النبي في حسنه، والبحتري حيث يقول، علي بن عسى إبن موسى بن طلحة بن سائبٍ بن ملكٍ حين ينطق، وأبو بكر بن دريدٍ في قوله، فنعم فتى الجلى ومستنبط الندى، وملجأ محروب ومفزع لاهث، عياذ بن عمرو بن الجليس بن جائر، بن زيد بن منظور بن زيد بن وارث،

أولائك أنياب الخلافة كلها ... وسائر أملاك البلاد الزوائدُ
هؤلاء الذين ذكرتهم كانوا للخلافة بمنزلة الناب بهم تمتنع الخلافة امتناع السبع بنابه وسائر الملوك لا حاجة بالخلافة إليهم.

أبك يا شمس الزمان وبدره ... وإن لامني فيك السهى والفراقدُ
جعله فيما بين الملوك كالشمس والبدر وغيره من الملوك كالنجوم الخفية يقول أنا أميل إليك بهواى وإن لامني في ذلك من لا يبلغ منزلتك.

وذاك لأن الفضل عندك باهرٌ ... وليس لأن العيش عندك بارد
يقول ذاك الحب لظهور فضلك على غيرك لا لطيب العيش عندك يعني أن العيش قد يطيب عند غيرك ولكن لا يظهر فضله ظهور فضلك فلا يستحق الحب.

فإن قليل الحب بالعقل صالح ... وأن كثير الحب بالجهل فاسدُ
وقال يعزى سيف الدولة بعبده يماك وقد توفى في شهر رمضان سنة أربعين وثلثمائة.

لا يحزن الله الأمير فإنني ... لآخذ من حالاته بنصيب
يقول لا أحزنه الله فإنه إذا حزن حزنت أدعى لنفسه مشاركة معه وغلط الصاحب في هذا البيت فظن أنه يقول لا يحزن الله الآمير بالرفع على الخبر فقال لا أدري لم لا يحزن الله الأمير إذا أخذ أبو الطيب بنصيب من القلق فليس الأمر على ما توهم والنون مكسورة وهو دعاء يقول لا أصابه الله بحزن فأني أحزن إذا حزن يعني أن حزنه حزني فلا أصيب بحزن لئلا أحزن وروى ابن جنى سآخذ.

ومن سر أهل الأرض ثم بكى أسى ... بكى بعيونٍ سرها وقلوبِ

اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي    الجزء : 1  صفحة : 234
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست