responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي    الجزء : 1  صفحة : 230
يقول من لم يصدقك فقد غشك والمعنى أني قد صدقتك في ما ذكرت لأني لو لم أصدقك كنت قد غششتك ويجوز أن يكون المعنى أن من غشك بتخلفه عنك فقد أباح لك أن تغشه في معاملتك إياه وجعل من يفعله سيف الدولة غشا لأنه جزاء الغش وقوله على هذا بغير الصدق أي بغير صدق اللقاء يعني بالنظر والسماع ومعنى آخر وهو أنه يقول لقد غشك من انتفاعك منه بغير الصدق الشعر الذي أحسنه أكذبه دون الحرب.

الدهر معتذر والسيف منتظرٌ ... وأرضهم لك مصطافٌ مرتبعُ
الدهر معتذر إليك مما فعل يعني من ظفر الروم باصحابه والسيف ينتظر كرتك عليهم فيشفيك منهم وارضهم لك منزل صيفا وربيعا والمصطاف والمصيف المنزل في الصيف والمرتبع المربع.

وما الجبال لنصرانٍ بحاميةٍ ... ولو تنر فيها الأعصمُ الصدعُ
يقال نصراني ونصران يقول اعتصامهم بجبالهم لا ينفعهم لأنها لا تحميهم ولو أن أوعالها تنصرت لم تحمها الجبال والأعصم الوعل الذي في إحدى يديه بياض والصدع ما بين السمين والمهزول.

وما حمدتك في هولٍ ثبت له ... حتى بلوتك والأبطال تمتصعُ
يقد لم أحمدك على شجاعتك وثبوتك في الحرب إلا بعد التجربة عند قتال الأبطال.

فقد يظن شجاعاً من به خرقٌ ... وقد يظن جبانا من به زمعُ
يقول الظن يخطىء فالأخرق قد يظن شجاعا والشجاع الذي تعتبريه الرعدة من الغضب قد يظن جبانا وإما يتحقق الأمر عند التجربة والمعنى أني قد مدحتك بعد الخبرة ولم أخطىء ولم أكذب.

إن السلاح جميع الناس يحمله ... وليس كل ذوات المخلب السبعُ
هذا مثل ضربه يقول ليس كل من يحمل السلاح شجاعا كما أن ليس كل ذي مخلب أسدا ويريد بالسبع الأسد.
وقال وقد سار سيف الدولة يريد الدمستق سنة أربعين وثلثمائة.

نزور دياراً ما نحب لها مغنى ... ونسأل فيها غير سكانها الإذنا
لما قال نزور والزيارة تقتضي المحبة نفى أن يكون محبا لتلك الديار لأنها ديار الأعداء يقول لا نحب مغنى من مغانيها ونسأل سيف الدولة أن يأذن لنا في التسرع إليها والتشعب فيها للإغارة.

نقود إليها الآخذات لنا المدى ... عليها الكماة المحسنون بها الظنا
أن نقود إلى هذه الديار خيلا تأخذ لنا الغاية وتحرز لنا قصب السبق عليها رجالٌ قد جربوها وعرفوها فأحسنوا الظن بها.

ونصفي الذي يكنى أبا الحسن الهوى ... ونرضى الذي يسمى الإله ولا يكنا
وقد علم الروم الشقيون أننا ... إذا ما تركنا أرضهم خلفنا عدنا
وأنا إذا ما الموت صرح في الوغى ... لبسنا إلى حاجاتنا الضرب والطعنا
يقول إذا صار الموت صريحا في الحرب بارزا ليس دونه قناعٌ توسلنا إلى ما نطلبه بالضرب والطعن.

قصدنا له قصد الحبيب لقاؤه ... إلينا وقلنا للسيوف هلمنا
يقول قصدنا للموت كما يقصد ما يحب لقاؤه وارتفع لقاؤه بالحبيب كأنه قال المحبوب لقاؤه وقلنا للسيوف هلمي إلينا ثم أدخل عليها النون الشديدة فحذف الياء لالتقاء الساكنين ثم أشبع فتحةَ النون فصار هلمنا ومن ضم الميم قال خاطب السيوف مخاطبة من يعقل كقوله تعالى ادخلوا مساكنكم ثم أسقط الواو من هلموا لاجتماع الساكنين ثم أشبع الفتحة.

وخيلٍ حشوناها الأسنة بعدما ... تكدسن من هنا علينا ومن هنا
حشوناها الأسنة أي جعلنا الأسنة حشوا لها بأن طعناها بها وتكدسن اجتمعن علينا وركب بعضهن بعضا من كثرتها وهنا بمعنى هاهنا ومنه قول العجاج، هنا وهنا وعلى المسجوح، يصفه بالعطاء أي يعطى يمينا وشمالا وعلى سجيحته أي طبيعته وأخذ قوله حشوناها الأسنة من قول الوليد بن المغيرة، وكم من كريم الجد يركب ردعه، وآخر يهوى قد حشوناه ثعلباً.

ضربن إلينا بالسياط جهالةً ... فلما تعارفنا ضربن بها عنا
إنما قال جهالةً لأن خيل الروم رأت عسكر سيف الدولة فظنتهم روما فأسرعت إليهم فلما عرفوا الحال أسرعوا هاربين.

تعد القرى والمس بنا الجيش لمسةً ... تبار إلى ما تشتهي يدك اليمنى
يقول تجاوز القرى إلى الصحراء وحارب بنا جيش الروم وأدننا منهم دنو اللامس من الملموس أي تظفر يدك بما تشتهي من الضرب والطعن.

فقد بردت فوق اللقان دماؤهم ... ونحن أناس نتبع البارد السخنا

اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي    الجزء : 1  صفحة : 230
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست