responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي    الجزء : 1  صفحة : 228
القعز المتفرق من السحاب واحدتها قزعة وابن جنى يشير إلى أن معنى هذا البيت إن الدمستق تحير حتى أنكر حاسةَ بصره فرأى الغمام قزعا لأنه قال معنى هذا البيت يشبه معنى قول البحتري، ولما التقى الجمعان لم يجتمع له، يداه ولم يثبت على البيضِ ناظره، قال ابن فورجة رأى الجيش العظيم فظنه قليلاً ورأى سحابا متراكمةً فظنها قطعا متفرقة هذا كلامه والمعنى لما وجد الأمر بخلاف ما أدركته عيناه ذم نظر عينيه.

فيها الكماة التي مفطومها رجلٌ ... على الجياد التي حوليها جذعُ
فيها أي في سود الغمام المراد بها عسكرُ سيف الدلة يقول صبيهم رجل عند الحرب وحولي خيلهم جذع وهو الذي أتى عليه حولان والمعنى أن الصغير في جيشه كبير يعظم أمره.

يذرى اللقان غباراً في مناخرها ... وفي حناجرها من ألس جرعُ
قال ابن جنى أي لا تستقر فتشرب إنما هي تختلس الماء اختلاسا لما فيها من مواصلة السير قال ويجوز أن تكون شربت قليلا لعلمها بما يعقب شربها من شدة الركض وكذا تفعل كرام الخيل وليس المعنى على ما ذكر وإنما يصف مواصلتها السير يقول شربت الماء من آلس وبلغت اللقان قبل أن بالت ما شربته من آلس فماء هذا النهر في حلوقها وقد وصل إلى مناخرها غبار تراب هذا الموضع وبينهما على ما ذكر مسافة بعيدة.

كأنما تتلقاهم لتسلكهم ... فالطعن يفتح في الأجواف ما تسعُ
أي كان خيله تأتي الروم لتدخل فيهم لأن طعن فوراسها يفتح في اجوافهم جراحاتٍ تسع الخيل يصف سعة الطعن.

تهدي نواظرها والحرب مظلمةٌ ... من الأسنةِ نارٌ والقنا شمعُ
أي إذا اظلمت الحرب بالغبار هدت نواظر الخيل فيها نار الأسنة ولما استعار للأسنة نارا جعل القنا شمعا.

دون السهام ودون القر طافحةٌ ... على نفوسهم المقورة المزعُ
يقال الوهج الصيف وحرارته السهام والسهام وقوله طافحةٌ أي مسرعة يقال طفح يطفح إذا ذهب يعدو قال الأصمعي الطافح الذي يعدو والمقورة الضامرة والمزع جمع مزوع يقال مزع الفرس يمزع إذا مر خفيفا يقول قبل الصيف وحرارته وقبل الشتاء وبرده تأتيهم خيل سيف الدولة فتعدو على نفوسهم فتطأهم بحوافرها يعني أن له غزوتين في كل سنةٍ غزوة في الربيع وغزوة في الخريف وروى ابن جنى دون السهام ودون الفر والمعنى على هذه الرواية قبل أ، تصل إليهم سهام الرماة وقبل أن يفروا تهجم عليهم هذه الخيل العادية الضامرة.

إذا دعا العلج علجاً حال بينهما ... أظمى تفارق منه أختها الضلعُ
أظمى يعني رمحا اسمر والظمي السمرة ومنه قول بشرٍ، وفي نحره أظمى كأن كعوبه، نوى القسب عراصُ المهزةِ أسمرُ، يقول إذا استعان العلج بغيره حال بينهما رمح أظمى يفرق بين الضلعين.

أجل من ولد الفقاس منكتف ... إذ فاتهن وأمضى منه منصرعُ
الفقاس جد الدمستق يقول أن هرب الدمستق وسبق الخيل بالفرار فلم تدركه فأجل منه وأعظم قدرا مأسور مشدود وأشجع منه مقتول مصروع.

وما نجا من شفار البيض منفلتٌ ... نجا ومنهن في أحشائه فزعُ
أي لم ينج من السيوف من نجا إلا وفي قلبه منها فزع لأن ذلك الفزع يقتله ولو بعد حين.

يباشر الأمن دهراً وهو مختبلٌ ... ويشرب الخمر دهراً وهو ممتقع
يقول يصير إلى مأمنه فيعيش في الأمن دهرا وهو فاسد العقل لشدة ما لحقه من الفزع ويشرب الخمر وهو ممتقع اللون لاستيلاء الصفرة عليه لا يغير الخمر لونه إلى الحمرة.

كم من حشاشة بطريقٍ تضمنها ... للباترات أمينٌ ما له ورعُ
أي قيدت الأسرى ليقتلوا أن دعت الحاجة إلى قتلهم فأرواحهم في ضمان القيود للسيوف وأراد بالأمين الذي لا ورع له القيدَ.

يقاتل الخطو عنه حين يطلبهُ ... ويطرد النوم عنه حين يضطجعُ
يعني أن القيد يمنعه الخطو أن اراد السير ويمنعه عن النوم عند الاضطجاع.

تغدو المنايا فلا تنفك واقفةً ... حتى يقول لها عودي فتندفع
زعم أن المنايا تنتظر أن يأمرها فهي واقفة منتظرةً أمره بالعود إليهم فتعود فيهم وهذا من قول بكر بن النطاح، كان المنايا ليس يبحرين في الوغا، إذا التقت الأبطال إلا برأيكا،

قل للدمستق أن المسلمين لكم ... خانوا الأمير فجازاهم بما صنعوا

اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي    الجزء : 1  صفحة : 228
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست