responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي    الجزء : 1  صفحة : 216
يقول هؤلاء الذي يحسدونني عليك أبلغهم أنهم لا يلحقونني فإن البرق على سرعته إذا طلب اللحاق بي كبا على وجهه وإذا لم يلحقني البرق فمتى يلحقونني ويقال لحقته ولحقت به ومن روى لي كان المعنى لحقا لي وتحميله الممدوح الرسالة إلى أعدائه قبيح لولا قوله عليك.

وهل تغنى الرسائل في عدو ... إذا ما لم ين ظبي رقاقا
هذا استفهام انكار يقول الحاسد لا يكفي أمره الرسائل إنما يكفي أمره المناصل والمعنى ليس يشفيني منهم الرسالة إنما يشفيني منهم القتل بالسيف.

إذا ما الناس جربهم لبيبٌ ... فإني قد أكلتهم وذاقا
يقول معرفتي بالناس أكثر من معرفة اللبيب المجرب لأني كالآكل وهو كالذائق والآكل أتم معرفةً بالمأكول من الذائق.

فلم أر ودهم إلا خداعا ... ولم أر دينهم إلا نفاقا
يقول إنهم يخادعون بودهم لا يصدقون فيه ودينهم النفاق لا الإخلاص.

يقصر عن يمينك كل بحرٍ ... وعما لم تلقه ما ألاقا
الأق امسك ومنه قول الشاعر، كفاك كف ما تليق درهما، يقول كل بحر دون يمينك وما أمسك من مائه على كثرته دون ما لم تمسكه مما بذلته.

ولولا قدرة الخلاق قلنا ... أعمدا كان خلقك أم وفاقا
لولا أن الله تعالى قادر على ما يريد يخلق ما يشاء لقلنا أن خلقك وفاق أم عمد لبعد الوهم أن يكون مثلك خلق في جودك وكرمك.

فلا حطت لك الهيجاء سرجاً ... ولا ذاقت لك الدنيا فراقا
وقال يمدحه ويرثي أبا وائل تغلب بن داود في جمادي الأولى سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة.

ما سدكت علةٌ بمولودِ ... أكرم من تغلب بن داودِ
سدك الشيء بالشيء إذا لزمه وروى ابن جنى بمورود وهو المحموم من ورد الحمى ومنه قول ذي الرمة، كأنني من حذار البين مورود، يقول ما لزمت علة مورودا أو مولودا أكرم من هذا الرجل.

يأنف من ميتة الفراش وقد ... حل به أصدق المواعيد
أي يأنف من موته على الفراش لأنه كان شجاعا أخا حروبٍ وأراد بأصدق المواعيد الموت.

ومثله أنكر الممات على ... غير سروج السوابح القودِ
أي مثله في شجاعته وملابسته الحروب ينكر موته على غير السروج يعني في غير الحرب وهذا كما يحكى عن خالد بن الوليد أنه قال عند موته ليس في جسدي موضع شبر إلا وفيه طعنة أو ضربة أو رمية وها أنا ذا أموت موت الحمار فلا نامت أعين الجبناء والقود الطوال من الخيل.

بعد عثار القنا بلبته ... وضربه أرؤس الصناديد
ينكر موته على الفراش بعد أن كانت الرماح تتعثر بصدره في الحروب وبعد ضربه رؤوس الملوك ومعنى تعثر الرماح بصدره أصابتها أياه وجعله مطعونا اشارة إلى أن قرنه يخاف جانبه فيقاتله بالرمح وجعله ضاربا اشارة إلى أنه لا يخاف أن يدنو من قرنه.

وخوضه غمر كل مهلكةٍ ... للذمر فيها فؤاد رعديد
أي بعد خوضه أصعب مضع في الحرب إذا خاضه الشجاع خاف خوف الجبان.

فإن صبرنا فإننا صبر ... وإن بكينا فغير مردود
يقول أن صبرنا على فقده فإن الصبر عادة لنا وإن بكينا لم يرد علينا البكاء أي لا نعاب به لاستحقاقه ذلك وشدة الفجيعة به وإن شئت قلت فغير مردود علينا الميتُ أي لا منفعة في البكاء.

وإن جزعنا له فلا عجب ... ذا الجزر في البحر غير معهود
يريد أن البحر لا جزر له فإذا جزر فهو أمر عظيم شبه موته بجزر البحر يقول قد يجزر البحر ولكن مثل ذا الجزر فلا فيكون المعنى قد تقع المصائب ولكن لم نعهد مثل هذه المصيبة.

أين الهبات التي يفرقها ... على الزرافات والمواحيد
الزرافات الجماعات والمواحيد الأفراد يقول انقطع العطاء بموته وفقد ما كان يفرقه على الأفراد والجماعات.

سالم أهل الوداد بعدهم ... يسلم للحزن لا لتخليدِ
يقول السالم بعد فراق الأحبة إنما يسلم ليحزن لفقدهم لا ليخلد لنه يتبعهم وإن تأخر أجله من آجالهم.

فما ترجى النفوس من زمنٍ ... أحمد حاليه غير محمودِ

اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي    الجزء : 1  صفحة : 216
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست