responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي    الجزء : 1  صفحة : 210
يقول إن الذي اعاد المنام لنا خياله فأراناه في النوم كان ذلك الذي أرانا خيال الخيال يعني أنا كنا نصور لأنفسنا في اليقظة خياله فالذي رأيناه في النوم كان خيال ذلك الذي كان يتصور لنا فهو خيال الخيال وهذا البيت تأكيد لما قبله من أنه يدوم على ذكر الحبيب وذكر حال الوداع والفراق قال ابن جنى يقول إنما رأينا الآن في النوم شيئا كنا رأيناه في النوم قبل فصار ما رؤى ثانيا خيال ما رؤى أولا هو خياله فصار الثاني خيال الخيال هذا كلامه وهو باطل لأنه إن رآه ثالثا رآى خيال خياله وكذلك في الرابع يرى خيال الخيال الثالث وهذا لا ينقطع وقوله إن المعيد لنا المنام خياله يجوز أن يريد به الابتداء فسماه اعادة وإن لم يحلم به قبل والعود قد يطلق على الابتداء كقول الشاعر، وماء كلون الزيت قد عاد آجنا، يريد قد صار آجنا وهو كثير ويجوز أن يريد الإعادة على حقيقتها وقوله كانت إعادته أي وقعت وحصلت ولا يختاج في الكون إذا كان بمعنى الوقوع إلى الخبر وخيال خياله منصوبٌ بالإعادة لا بخبر كانت ويجوز أن تكون الإعادة بمعنى المعادة سمى المفعول بالمصدر فيكون نصب خيال خياله بخبر كانت وهذا قول ابن جنى.

بتنا يناولنا المدام بكفه ... من ليس يخطر أن نراه بباله
يحكي في هذا البيت حال رؤيته خيال الخيال في المنام يقول رأيناه يعاطينا الشراب بكفه وما كان يجري على قلبه أن نراه للمسافة البعيدة بيننا والشاعر يجعل ما يراه في النوم كأنه يراه في اليقظة ومن قول البحتري، أراد دونك يقظانا ويأذن لي، عليك سكر الكرا إن جئت وسنانا، وقال قيس ابن الخطيم، ما تمنعي يقظي فقد تؤتينه، في النوم غير مصرد محسوب،

نجني الكواكب من قلائد جيدة ... وننال عين الشمس من خلخاله
جعل فرائد قلادته مثل الكواكب وجعل خلخاله كالشمس في التشبيه وجعل مدة يده على تلك الفرائد جنيا للكواكب وإلى الخلخال نيلا لعين الشمس ويجوز أن يكون التشبيه في البعد لا في الصورة أي ما كنا نظن أن نراه فلما رأيناه صرنا كأنا نرى بقلائده الكواكب وبخلخاله الشمس

بنتم عن العين القريحة فيكم ... وسكنتم ظن الفؤاد الواله
هذا البيت تأكيد لما ذكر فيما قبل يقول ارتحلتم عن مرأى العين التي قرحت بالبكاء في سببكم ونزلتم في ظني وفكري أي في قلبي فليس يخلو القلب من ذكراكم ويروى طي الفؤاد كما يقال ضمن الفؤاد وهذا من قول الآخر، لئن بعدت عني لقد سكنت قلبي، ومثله لابن المعتز، إنا على البعاد والتفرق، لنلتقي بالذكر إن لم نلتق،

فدنوتم ودنوكم من عنده ... وسمحتم وسماحكم من ماله
يقول قربتم مني برؤيتي إياكم في النوم وهذا القرب من عند العاشق أو من عند الفؤاد لأنه إنما أراكم بتفكره وتعلق قلبه بكم ولو خلا القلب منكم لم يحصل هذا الدنو فإذن لا منة لكم في هذا الوصل وكأنكم سمحتم عليه بشيء من ماله وهذا كله معنى قول ابن جنى القلب استدناكم بتفكره فالدنو من قبل القلب لا من قبلكم وسمحتم بالزيارة لكثرة فكره فيكم وكأن السماح إنما هو على التحصيل منه لا منكم ولما ذكر السماح ذكر المال لتجانس الصنعة

إني لأبغض طيف من أحببته ... إذ كان يهجرنا زمان وصاله
أي أبغض طيف الحبيب لأن رؤيتي الطيف عنوان الهجر إذ لا أراه إلا في حال فراق الحبيب وكان من حقه أن يقول إذ كان يواصلني زمان الهجران لأن هجران الطيف زمان الوصال لا يوجب بغضا له إذ لا حاجة به إلى الطيف زمان الوصال ولكنه قلب الكلام على معنى أن هجرانه زمان الوصال يوجب وصاله زمان الهجران

مثل الصبابة والكآبة والأسى ... فارقته فحدثن من ترحاله
يقول يهجرنا الطيف زمان الوصال هجر هذه الأشياء أو بغضه مثل بغض هذه الأشياء التي حدثت من ترحال الحبيب

وقد استقدت من الهوى وأذقته ... من عفتي ما ذقت من بلباله
استقدت طلبت القود وهو القصاص وهذا مثل يريد به كان الهوى يؤذيني والحبيب غائب فلما حضر عصياني داعية الهوى وتعففي عما يجرني إليه جزاء له والبلبال الحزن

ولقد ذخرت لكل أرض ساعة ... تستجفل الضرغام عن أشباله

اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي    الجزء : 1  صفحة : 210
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست