responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي    الجزء : 1  صفحة : 207
يقول أفدي بنفسي مولودا صار بعد حمل الأم إياه إلى بطن أم وهي الأرض لا تطرق بالحمل أي لا يعسر عليها خروج من ضمته في بطنها من قولهم طرقت المرأة إذا عسرت عيها الولادة وإنما قال لا تطرق إما لأنها جماد لا توصف بالتطريق وإن كانت تسمى أما وتكون الأموات في بطنها وإما لأن الله تعالى قادر على اخراجهم من بطنها بسرعة وسهولة كما قال عز من قائل فإنما هي زجرة واحدة فغذا هم بالساهرة وفسر قوم هذا البيت على الصد وقالوا معنى لا تطرق بالحمل لا تخرج الولد من بطنها والتطريق أظهار الطريق من قولهم طرق طرق أي خل الطريق يقول فالأرض أم للموتى لا يخرجون منها ثم قالوا إن المتنبي كان لا يقول بالبعث والبيت على ما فسرنا وتطريق الأم لا يفسر بما ذكروا والمشهور المعروف من قولهم طرقت الناقة إذا عسر عليها خروج الولد من بطنها وطرقت القطاة ببيضها.

بدا وله وعد السحابة بالروى ... وصد وفينا غلة البلد المحل
الروى بفتح الراء يجوز أن يكون مصدر روى من الماء ريا وروى ويجوز أن يكون مقصور الرواه من قولهم ماء رواء إذا كان مرويا ومن كسر الراء فلأنه يقال رواء ممدود مفتوح وروى مكسور مقصور يقال ظهر هذا الولد وشمائله واعدة بالخير وعد السحاب بالري ثم غاب عنا بموته قبل أن يروينا فبقي فينا عطش المكان اليابس

وقد مدت الخيل العتاق عيونها ... إلى وقت تبديل الركاب من النعل
يقول أكرم الخيل كانت تنتظر ركوبه إياها حين يبدل نعله بالركاب فيبلغ أن يركب الخيل

وريع له جيش العدو وما مشى ... وجاشت له الحرب الضروس وما تغلى
يقول أن الأعداء خافوه وهو صبي لم يمش فكان الحرب الضروس قامت عليهم وقوله وما تغلى تنبيه على أن الحرب قامت معنىلا صورة وذلك المعنى هو الخوف ومن روى يغلي بالياء أراد جاشت الحرب ولم يغل الطفل حنقا عليهم ومن روى يفلى بالفاء فهو من فليت رأسه بالسيف أي ضربته والمعنى قبل أن يضرب بالسيف ويروى يقلى بالقاف أي لم يبلغ حد القلي والبغض لأعدائه ومعنى البيت أن الأعداء ارتاعوا له وهو صبي في المهد واشتد عليهم الخوف حتى كأن الحرب قامت عليهم

أيفطمه التوراب قبل فطامه ... ويأكله قبل البلوغ إلى الأكل
هذا استفهام إنكار وتوبيخ يقول أيفصله عن أمه قبل فطام الأم ويأكله التراب قبل أن يبلغ الصبي الأكل

وقبل يرى من جوده ما رأيته ... ويسمع فيه ما سمعت من العذل
أي قبل أن يرى من جوده ما رأيته أنت من حمد السائلين وبلوغ الأمور العالية وقبل أن يعذل في الجود فيسمع ما سمعته

ويلقى كما تلقى من السلم والوغى ... ويسمى كما تسمى مليكا بلا مثل
أي وقبل أن يبلغ المسالمة والمحاربة فيلقى منهما ما لقيته أنت من بعد الصيت والهيبة في الأعداء وقبل أن يصير ملكا لا نظير له

توليه أوساط البلاد رماحه ... وتمنعه أطرافهن من العزل
أي وقبل أن يتملك البلاد فيغتصبها الولاة برماحه وتمنعه رماحه من العزل يعني أنه يتولاها قسرا لا تولية من جهة غيره فيؤمر ثم يعزل

نبكي لموتانا على غير رغبة ... تفوت من الدنيا ولا موهب جزل
يقبح أمر البكاء على الميت ويذكر قلة غنائه من الباكي يقول نبكي الأموات من غير أن يفوتهم من الدنيا لموتهم شيء يرغب فيه ولا عطاء جزل يعني أن من فارق الدنيا لم يفته بفواتها شيء له خطر

إذا ما تأملت الزمان وصرفه ... تيقنت أن الموت ضرب من القتل
يقول إذا تأملت تصاريف الزمان علمت أن الموت نوع من القتل وذلك أن من لم يقتل بالسيف وما بتقلب الزمان عليه كان كمن قتل لأن كليهما فوات الروح وهذا كما قال الآخر، إذا بل من داء به خال أنه، نجا وبه الداء الذي هو قاتله، يعني الموت لأنه محتوم على كل أحد فجعل الموت قاتلا وقد قال البحتري، رأى بعضهم بعضا على الحب أسوة، فماتوا وموت الحب ضرب من القتل، يعني أن قتل الحب إياهم كقتل السيف

هل الولد المحبوب إلا تعلة ... وهل خلوة الحسناء إلا أذى البعل

اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي    الجزء : 1  صفحة : 207
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست