responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي    الجزء : 1  صفحة : 198
الزف ريش النعام والرئال جمع رأل وهو ولد النعام يقول شيعها الأمراء فمشوا حواليها حافين يطؤون الحجارة كأنهم يستلينونها

وأبرزت الخدور مخبآتٍ ... يضعن النقس أمكنة الغوالي
يقول خرجت لموتها جوارٍ كن مخبآتٍ في الخدور يسودن وجوههن بالنقس مكان الغالية أي كن يستعملن الغالية والطيب فصرن يسودن وجوههن حزنا للمصيبة بموتها.

أتتهن المصيبة غافلاتٍ ... فدمع الحزن في دمع الدلال
يقول فجعن بفقدها وهن غافلات بينا هن يبكين دلالا إذ بكين حزنا فاختلط الدمعان

ولو كان النساء كمن فقدنا ... لفضلت النساء على الرجال
يقول لو كانت نساء العالم في الكمال كهذه لفضلن على الرجال يعني أن هذه كانت افضل من الرجال فلو اشبهها غيرها من النساء لكانت مثلها في الفضل.

وما التأنيث لاسم الشمس عيبٌ ... ولا التذكير فجر للهلال
يقول لم تزر بها الأنوثة كما لا يزري بالشمس تأنيث اسمها والذكورة لا تعد فضيلةً في كل أحد كما لا يحصل للقمر فخر بتذكير اسمه.

وأفجع من فقدنا من وجدنا ... قبيل الفقد مفقود المثال
أي أفجع المفقودين من كان مفقود المثل في حال الحياة فإن من وجد له نظير يتسلى عنه بوجود نظيره وبمن يتسلى عمن لا نظير له.

يدفن بعضنا بعضاً ويمشي ... أواخرنا على هامِ الأوالي
يريد الأوائل فقلب وهو كثير في كلامهم أنشد سيبويه، تكاد أواليها تفرى جلودها، ويكتحل التالي بمورٍ وحاصب، يقول ندفن امواتنا ونمشي على رؤسهم بعد الموت يعني لا ننفك من فقد وفن ثم لا نعتبر بمن ندفن بل نمشي عليهم غير معتبرين بهم.

وكم عينٍ مقبلةِ النواحي ... كحيلٍ بالجنادلِ والرمالِ
يقول كم عين كانت تقبل نواحيها إعزازا وإكراما صارت تحت الأرض مكحولةً بالرمل والحجارة

ومغضٍ كان لا يغضى لخطبٍ ... وبالٍ كان يفكر في الهزالِ
أي وكم من إنسانٍ اغضى للموت كان لا يغضى لنزول خطبٍ به وكم من بال لو رأى في نفسه هزالا كان يشتغل قلبه به ويتفكر فيه وهذا من قول البحتري في مرثية غلام له، وأصفح للبلى عن ضوء وجهٍ، غنيت يروعني فيه الشحوبُ،

أسيف الدولة استنجد بصبرٍ ... وكيف بمثلِ صبرك للجبال
يقول استعن فيما فجعت به بصبرٍ لا يوجد مثل ذلك الصبر في الجبال في ركانتها.

وأنت تعلم الناس التعزي ... وخوض الموت في الحرب السجالِ
الحرب السجال أن تكون مرةً على هؤلاء ومرة على هؤلاء يقول لا تحتاج إلى أن تصبر فإنك تعلم الناس التصبر وخوض المهالك في الحرب يريد قد مرت عليك من شدائد الدهر ما مرنتك وعودتك الصبر.

وحالات الزمان عليك شتى ... وحالك واحد في كل حالِ
يقول يتلون الزمان وتختلف حالاته عليك ولا يتحول حالك من الصبر والكرم والحلم والرزانة يعني لا يختلف حالك وإن اختلفت أحوال الزمان كما قال، لا أمسك المال إلا ريث أتلفه، ولا يغيرني حال إلى حالِ،

فلا غيضت بحارك يا جموماً ... على عللِ الغرائب والدخال
يقول على طريق الدعاء لا نقصت بحارك يا بحرا كثير الماء وإن وردت عليه الإبل الغريبة وعلت منه والدخال أن يدخل بغيرٌ قد شرب بين بعيرين لم يشربا ليزداد شربا وهذا مثل يريد لا ينقص عطاؤك وإن كثر العفاة والسائلون كما لا ينقص الحبر الكثير الماء وإن كثر وراده والجموم الذي يزداد ماءه وقتا بعد وقتٍ وروى الأستاذ أبو بكر علي علل الفرائت والدجال قال الفرائت جمع فرات يريد أنهار الفرات المنشعبة منه والدجال جمع دجلة ويريد بعللهما ما يصيبهما من النقصان وهذا تصحيف والرواية الصحيحة ما قدمنا ذكرها.

رأيتك في الذين أرى ملوكا ... كأنك مستقيم في محالِ
يقول أنت بين الملوك كالمستقيم في المحال أي تفضلهم فضل المستقيم على المعوجَ

فإن تفق الأنام وأنت منهم ... فإن المسك بعض دمِ الغزالِ

اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي    الجزء : 1  صفحة : 198
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست