اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 19
المعجب الذي يعجب بنفسه والعجيب الذي يعجب غيره وهو بمنعى المعجب أيضا كالبديع بمعنى المبدع يقول أن أعجبت بنفسي فإن عجبي عجبُ معجبٍ لا يرى فوق نفسه مزيداً في الشرف أي ليس عجبي بمكر
أنا تربُ الندى وربُّ القوافي ... وسمامُ العِدَى وغيظُ الحسودِ
يقول أنا أخو الجود ولدنا معا وأنا صاحب القوافي ومنشئها لأني لم أسبق إلى مثلها وإنا قتل اعدائي كما يقتل السم وأنا سبب غيظ الحساد لأنهم يتمنون مكاني فلا يدركونه فيغتاظون
أنا في أمةٍ تداركها الل ... هُ غريبٌ تصالحٍ في ثمودِ
تداركها الله دعاءٌ لها أي ادركها الله ونجاهم من لومهم ويجوز أن يكون دعاءً عليهم أي أدركهم الله بالاهلاك لأنجو منهم قال ابن جنى انه بهذا البيت سمي المتنبي.
وقال في صباه ارتجالا وقد أهدى إليه عبيد الله بين خُراسان هدية فيها سمك من سكر ولوز في عسل.
قد شغل الناس كثرةُ الأملِ ... وأنت بالمكرماتِ في شغلِ
يقول الناس مشغولون بكثرة آمالهم بك واطماعهم فيما يأخذون من اموالك وأنت مشغول بتحقيق آمالهم وبتصديق اطماعهم فذلك شغل بالمكرمات
تمثلوا حاتما ولو عقلوا ... لكنت في الجود غاية المثلِ
أراد تمثلوا بحاتم أي في الجود فحذف الباء ضرورةً وذلك أن المثل في الجود يضرب بحاتم فيقال أجود من حاتم وأسخى من حاتم ولو نظروا بعين العقل لضربوا المثل بك لأنك الغاية في الجود
أهلاً وسهلاً بما بعثت به ... إيها أبا قاسمٍ وبالرسلِ
يقال للشيء يسر لقاؤه أهلا بك وسهلاً ومرحباً وذلك كالتحية والرسل عطف على قوله بما بعثت به أي هلاً بالهدية وبالذين ارسلتهم وقوله أيها أي كفَّ ودع فقد اكثرت من الهدية
هديةٌ ما رأيتُ مهديها ... ألا رأيت العباد في رجلِ
هدية خبر ابتداءٍ محذوفٍ كأنه قال هديتك هديةٌ ما رأيت صاحبها الذي أهداها يعني الممدوح إلا رأيت الناس واللوم وهذا المعنى من قول أبي نواس، وليس لله بمستنكرٍ، أن يجمع العالم في واحدِ، وله أيضاً، متى تحطي إليه الرحال سالمةً، تستجمعي الخلق في تمثالِ إنسانِ، وقد كرر أبو الطيب هذا المعنى فقال، أم الخلقُ في حيّ شخصٍ أعيدا، وقال، ومنزلك الدنيا وأنت الخلائقُ،
أقل ما في أقلها سمكٌ ... يسبحُ في بركةٍ من العسلِ
يقول أقل شيء في هذه الهدية سمك بهذه الصفة ويريد بالبركة الإناء الذي كان فيه العسل يعني أن هذه الهدية كانت عظيمة أقلها ما ذكره
كيف أكافي على أجلِ يدٍ ... من لا يرى أنها يدٌ قبلي
يقول الذي لا يعتقد في أجل نعمةٍ له عندي أنها نعمة استحقارا لها وتصغيرا كيف اكافيه والمكافاة ان يقابل الشيء بمثله وأصلها الهمزة وكتب إليه أيضا على جوانب الجام بالزعفران
أقصر فلست بزائدي ودا ... بلغَ المدى وتجاوز الحدا
يقال أقصر عن الشيء إذا كف عنه وهو قادر عليه وقصر عنه إذا عجز عنه وقصر فيه إذا لم يبالغ يقول كف عن البر وأمسك عنه فانك لا تزيدني بذلك ودا لن ودي إياك قد بلغ الغاية وتجاوز الحدَّ وصار بحيث لا مزيد علهي وهذا من قول ذي الرمة، وما زال يعلوا حبُّ ميةَ عندنا، ويزداد حتى لم نجد ما يزيدها
أرسلتها مملوءةً كرماً ... فرددتُها مملوءَةً حمدا
يقول أرسلت الآنية مملوءة بكرمك الذي انعمت على فصرفتها اليك مملوءة بالحمد والشكر
جاءتك تطفح وهي فارغةٌ ... مثنى بن وتظنها فردا
يقال طفح الاناء إذا متلأ واراد جاءتك طافحةً فصرف الحال إلى لفظ الاستقبال يقول هي فارغة لا شيء فيها وهي مملوءةٌ بالثناءِ وذلك أنه كتب الأبيات على جوانبها وهي مثنى بالحمد أي إثنان وأنت تظنها فردا ليس معها شيءٌ
تأبى خلائقك التي شرفت ... ألا تحن وتذكر العهدا
الخليقة ما خلق عليها الإنسان كالطبيعة وهي ما طُبع علهيا يقول اخلاقك الشريفة تأبى عليك إن لا تحن إلى اوليائك وتذكر عهدهم
لو كنتَ عصراً منبتاً زهراً ... كُنتَ الربيع وكانتِ الوردا
العصر الدهر والزهر واحد الازهار وهو ما ينبته الربيع من الانوار يقول لو كنت زمانا ينبت الزهر كنت زمان الربيع وكانت اخلاقك الورد أي كنت أفضل وقت وكانت أخلاقك أفضل نور وقال في اللجون ارتجالا وقد اصابهم مطر وريح
اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 19