responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي    الجزء : 1  صفحة : 182
التمرد تفعل من المارد والمريد وهو الذي قد أعيى خبثا والمتمردة الممتنعة يصف فرسه بالخبث وترك الإنقياد لمن لا يحسن ركوبها والمعنى أني أصونها برمحي عن كل طعنة يترشش دمها.

ولو عقرت لبلغني إليه ... حديث عنه يحمل كل ماشي
يقول لو عقرت فرسي فلم تحملني إليه لبلغني إليه حديث عنه أي عن الممدوح يحمل كل ماش إليه حتى لا يحتاج إلى الدابة أي يشوقه إلى قصده ما يسمع من الثناء عليه ويجوز أن يكون معنى حمل حديثه الماشي إليه أنه إذا ذكرت اخباره وما يحدث عنه لم يجد مس النصب والإعياء لاستطابته ذلك الحديث فكأن الحديث حمله ويقول المصطحبان في السفر أحدهما للآخر احملني أي حدثني حتى اشتغل به فيقطع الطريق بالحديث هذا على رواية من روى كل بالنصب ومن روى بالرفع رد الضمير في عنه إلى الحديث يعني أن كل ماش في الأرض يحمل عن حديثه لشيوع اخباره

إذا ذكرت مواقفه لحافٍ ... وشيك فما ينكس لانتقاش
شيك أي دخلت الشوكة رجله والانتقاش أخراج الشوكة من الرجل قال ابن جنى إذا ذكرت مواقف أبي العشائر في السخاء والعطاء لأنسان حاف ودخل الشوكة في رجله لم ينكس رأسه ليستخرج الشوكة من رجله بل يمضي مسرعا إليه قال ابن فورجة المواقف قل ما يستعمل إلا في الحرب وإنما يريد أن الشجاع إذا وصفت له مواقفه تاق إليه ورغب في صحبته فاسرع إليه والذي يدل على صحة قول ابن فورجة رواية من روى وقائعه وهي لا تستعمل إلا في الحرب

يزيل مخافة المصبور عنه ... ويلهي ذا الفياش عن الفياش
المصبور المحبوس على القتل يقال قتل فلان صبرا والفياش المفايشة المفاخرة يقول أنه يستنقذه من القتل فيزيل خوفه ويشغل المفاخر عن المفاخرة لأنه يتواضع له ويقر بفضله ومن روى تزيل وتلهى بالتاء فقد خاطب

وما وجد اشتياق كاشتياقي ... ولا عرف انكماشٌ كانكماشي
أي لم يشتق أحد اشتياقي إليك ولم يعجل أحد إليك عجلتي والإنكماش الجد في الأمر

فسرت إليك في طلب المعالي ... وسار سواي في طلب المعاش
هذا من قول أبي تمام، ومن خدم الأقوام يرجو نوالهم، فإني لم أخدمك إلا لأخدما، ومثله كثر وأرسل بازيا إلى حجلة فأخذها فقال أبو الطيب

وطائرة تتبعها المنايا ... على آثارها زجل الجناح
يعني بالطائرة الحجلة ويقال تبعه واتبعه وتتبعه بمعنى والزجل الصوت والنعت منه زجل واراد بالزجل الجناح البازي لانه يصوت بجناحه إذا طار يقول المنايا تتبع هذه القبجة وعلى آثارها باز زجل الجناح ويجوز أن ينتصب الزجل على الحال إذا أردت بالمنايا البازي لأنه سبب منايا الطير فتريد يتبعها البازي زجل الجناح

كأن الريش منه في سهام ... على جسد تجسم من رياح
منه أي من هذا الزجل جعل قصب ريشه سهاما إما لصحتها واستوائها وإما لسرعة مرورها وإما لأنها سبب قتل الطائر وجعل جسده جسما من رياح لسرعة انكداره على الصيد

كأن رؤس أقلام غلاظ ... مسحن بريش جؤجؤه الصحاح
الجؤجؤ الصدر شبه سواد صدره بآثار مسح رؤس أقلام غلاظ وروى ابن جنى غلاظا نصبا على النعت للرؤس وذلك اجود لأن القلم قد يغلظ ورأسه دقيق وقد يدق ورأسه غليظ والصحاح جمع الصحيح وهو نعت للريش اريد به جمع ريشة يريد استوآءها وبعدها عن التشعب والانتشار ويروى الصحاح وهو بمعنى الصحيح صفة للريش على لفظة أو للجؤجؤ

فأقعصها بحجن تحت صفر ... لها فعل الأسنة والرماح
أقعصها قتلها قتلا وحيا والحجن مخالبه المعوجة والصفر أصابعه

فقلت لكل حي يوم موت ... وإن حرص النفوس على الفلاح
وقال له أبو العشائر في هذه السرعة قلت هذا فقال

أتنكر ما نطقت به يديها ... وليس بمنكر سبق الجواد
أراكض معوصات القول قسراً ... فأقتلها وغيري في الطراد
المعوصات الصعاب يقال أعوص الأمر إذا اشتد والمراكضة المطاردة ومعنى قسرا كرها يقال قسره على الأمر إذا اكرهه عليه يقول أكره عويص الشعر حتى يلين لي فأذلله وغيري من الشعراء بعد في المطاردة ولم يتمكنوا من أخذ الصيد يصف قوة فكره وسرعة خاطره وجعل الشعر كالصيد النافر يصاد كرها فاستعمل ألفاظ الطرد ودخل عليه وعنده إنسان ينشده شعرا وصف بركة له ولم يذكره في ذلك الشعر فقال أبو الطيب

اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي    الجزء : 1  صفحة : 182
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست