responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي    الجزء : 1  صفحة : 174
صفراء اسم أمه أي هي على سعتها أضيق منك فكيف يتجه لي مدحك

أترى القيادةَ في سواك تكسباً ... يا ابن الأعير وهي فيك تكرمُ
أعير تحقير أعور ويجوز أعيور وكان أبوه إبراهيم الأعور القيادة في غيرك كسب وأنت تتكرم بها تظنها كرما

فلشد ما جاوزت قدرك صاعدا ... ولشد ما قربت عليك الأنجمُ
يقول ما أشد تجاوزك قدرك حين تطلب مني المديح وعني يالأنجم أبيات شعره

وأرغت ما لأبي العشائر خالصا ... إن الثناء لمن يزار فينعم
الأراغة الطلب يقول طلبت من المديح ما هو خالص لأبي العشائر لأنه المنعم على زواره

ولمن أقمت على الهوانِ ببابهِ ... تدنو فيوجأ أخدعاك وتنهم
وجأ الأخدع كناية عن الصفع والنهم الزجر الشديد والبيت من قول جرير، قومٌ إذا حضر الملوك وفودهم، نتفت شواربهم على الأبواب،

ولمن يهين المال وهو مكرم ... ولمن يجر الجيش وهو عرمرم
ولمن إذا التقت الكماة بمازقٍ ... فنصيبه منها الكمى المعلمُ
ولربما أطر القناة بفارسٍ ... وثنى فقومها بآخر منهمُ
يقول إذا أعوجت قناته في مطعون طعن بها آخر فثقفها بذلك

والوجه أزهر والفؤاد مشيع ... والرمح أسمر والحسام مصممُ
المشيع الجري والمصمم الذي لا ينبو عن الضريبة

أفعال من تلد الكرام كريمةٌ ... وفعال من تلدُ الأعاجم أعجمُ
يعني أن الفعل يشابه النسب فمن كرمت مناسبه كرمت أفعاله وعلى الضد من هذا من كان لئيم النسب كان لئيم الفعل والأعاجم عند العرب لئام وهم يسمون من لم يتكلم بلغتهم اعجم من أي جيلٍ كان قال الراجز، سلوم لو أصبحت وسط الأعجم، بالروم أو بالترك أو بالديلم، إذا لزرناك ولم نسلم، وقول حميد، فلم أر مثلي شاقه صوت مثلها، ولا عربياً شاقه صوت أعجما، فإنه عني بالأعجم حمامةً سمع صوتها.
وورد عليه الخبر بأن أبن كيغلغ يهدده فقال

أتاني كلام الجاهل ابن كيغلغِ ... يجوب حزوناً بيننا وسهولا
أي يأتيني وعيده من مسافة بعيدة

ولو لم يكن بين ابن صفراء حائلٌ ... وبيني سوى رمحي لكان طويلا
قال ابن جنى صفراء اسم أمه وقال ابن فورجة صفراء كناية عن الإست والعرب تسب بنسبة الرجل إلى الإست كما قال، بأن بنى إستها نذروا دمي، والقول ما قال ابن جنى ومعنى البيت أنه على بعد يوعدني ولو لم يحل بيني وبينه إلا رمحي لكان ما بيني وبينه طويلا بعيدا لأنه لا يصل إلى لجبنه ولا يقدر على الإقدام عليّ

وإسحاق مأمون على من أهانه ... ولكن تسلى بالبكاء قليلا
أي يأمنه مهينه ولا يأوى في الجزاء إلى غير البكاء فتسلى عن إهانة من أهانه بالبكاء

وليس جميلا عرضه فيصونه ... وليس جميلا أن يكون جميلا
يقول إنما يصان الجميل وعرضه لا يجمل أن يجمل

ويكذب ما أذللته بهجائه ... لقد كان من قبل الهجاء ذليلا
وورد الخبر بأن غلمان ابن كيغلغ قتلوه فقال

قالوا لنا مات إسحاق فقلت لهم ... هذا الدواء الذي يشفى من الحمق
إن مات ماتَ بلا فقدٍ ولا أسفٍ ... أو عاش عاش بلا خلقٍ ولا خلقِ
يقول إن مات مات فلا أسف على موته ولا يتبين بموته خلل فيكون مفقودا كما قال، فإذا مت مت غير فقيدٍ، أو عاش عاش وليس له خلق حسن ولا خلق جميل.

منه تعلم عبد شق هامته ... خون الصديق ودس الغدر في الملق
حلق ألف يمينٍ غير صادقةٍ ... مطرودة ككعوب الرمح في نسقِ
ما زلت أعرفه قردا بلا ذنبٍ ... صفراً من البأس مملوا من النزق
كريشةٍ بمهب الريح ساقطةٍ ... لا تستقر على حالٍ من القلقِ
يعني كريشة بمهب الريح ساقطة من القلق لا تستقر على حال أي هو من القلق كهذه الريشة

تستغرق الكف فوديه ومنكبه ... وتكتسي منه ريح الجورب العرقِ
يريد أنه يصفع فتستغرق أكف الصافعين هذه المواضع من بدنه وهو خبيث الريح فتنتن أكفهم

فسائلوا قاتليه كيف مات لهم ... موتا من الضرب أو موتا من الفرق
وأين موقع حد السيف من شبح ... بغير جسمٍ ولا رأسٍ ولا عنقِ
لولا اللئام وشيء من مشابهه ... لكان ألأم طفلٍ لف في خرقِ

اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي    الجزء : 1  صفحة : 174
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست