responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي    الجزء : 1  صفحة : 156
الخازباز حكاية صوت الذباب ثم يسمى الذباب أيضا بهذا الأسم ومنه قول ابن احمر، وجن الخازباز به جنونا، يقول من الناس من لا يعرف الشعر فيجوز عليه شعراء كأنهم الذباب في هذيانهم.

ويرى أنه البصير بهذا ... وهو في العمى ضائع العكازِ
أي يظن أنه بصير بالشعر وهو كالأعمى الذي ضاع عصاه فهو لا يهتدي للطريق يقول هو في جملة العميان ضائع العكاز.

كل شعرٍ نظير قائله في ... ك وعقل المجيز مثل المجازِ
لا شك أن كل شعر نظير قائله فإن العالم بالشعر شعره يكون على حسب علمه وكذلك من دونه ويروي قائله منك والخطاب للشاعر يقول إذا مدحت أحدا فقبل شعرك فهو نظيره يعني أن العالم بالشعر لا يقبل إلا الجيد والجاهل به يقبل الردى وعقل الممدوح المجيز مثل عقل المادح المجاز وتقدير الكلام مثل عقل المجاز فحذف المضاف والمجيز الممدوح الذي يعطى الجائزة والمجاز الشاعر.
وقال يهجو قوماً

أماتكم من قبل موتكم الجهل ... وجركم من خفةٍ بكم النمل
يقول أماتكم الجهل قبل أن تموتوا أي أنتم موتي من جهلكم وإن كنتم احياء ولا وزن لكم ولا قدر فلخفة وزنكم تقدر النمل على جركم والسفيه الخفيف العقل يوصف بخفة الوزن كما أن الحكيم الرزين يوصف بثقل الوزن.

وليد أبي الطيب الكلب ما لكم ... فطنتم إلى الدعوى وليس لكم عقلُ
وليد ها هنا تصغير ولد وهو بمعنى الجماعة والكلب صفة أبي الطيب والدعوى الإدعاء وهو الانتساب يقول لا عقل لكم تعقلون به شيئا فكيف عقلتم الإدعاء في نسب لستم في ذلك النسب.

ولو ضربتكم منجنيقي وأصلكم ... قويٌّ لهدتكم فكيف ولا أصل
المنجنيق مؤنث يريد بها هجاءه يقول لو ضربتكم بهجاءي وأصلكم قويّ لكسركم وأبادكم فكيف ولا أصل لكم يعرف.

ولو كنتم ممن يدبر أمره ... لما كنتم نسل الذي ما له نسلُ
أي لو كنتم عقلاء لما انتسبتم إلى من يعرف أنه لا نسل له ولا عقب أي قد ظهرت دعواكم بهذا الإنتساب.
وقال يمدح الحسين بن عليّ الهمداني

لقد حازني وجد بمن حازه بعد ... فيا ليتني بعدٌ ويا ليته وجدُ
يقول لقد ضمني واشتمل عليّ وجدٌ بمن ضمه البعد وقاربه ثم قال لي ليتني بعد لأحوزه فأكون معه ويا ليته وجد ليحوزني ويتصل بي.

أسر بتجديد الهوى ذكر ما مضى ... وإن كان لا يبقى له الحجر الصلدُ
يقول أسر بأن يجدد لي الوى ذكر شيء قد مضى من أيام وصل الأحبة ولذة التواصل وإن كان الحجر الشديد لا يبقى له تأسفا عليه وحنينا إليه.

سهادٌ أتانا منك في العين عندنا ... رقاد وقلام رعى سربكم وردُ
السرب المال الراعي والسرب القطيع يقول السهاد إذا كان لأجلكم رقاد في الطيب والقلام على خبث ريحه إذا رعته أبلكم وردٌ.

ممثلةٌ حتى كأن لم تفارقي ... وحتى كأن اليأس من وصلك الوعدُ
أي أنت مصورة في خاطري وفكري حتى كأنك حاضرة عندي لم تفارقيني وحتى كان يأسي من وصلك وعد بالوصال.

وحتى تكادي تمسحين مدامعي ... ويعبق في ثوبي من ريحك الندُّ
يقول يكاد قرب صورتك يمسح مدامعي الجارية على خدي ويلزم ثوبي رائحتك الطيبة يريد أن قوة فكره تجعلها موجودة في ناظره وخاطره فتشمه رائحتها وتلزمها ثوبه ومن نصب يعبق كان عظفا على تكادي ومن رفع كان عطفا علي تمسحين.

إذا غدرت حسناء أوفت بعهدها ... ومن عهدها أن لا يدوم لها عهدُ
المرأة الحسناء إذا غدرت وخانت في المودة فقد وفت بالعهد لأن عهدها أنها لا تبقى على العهد فإذن وفاءها غدرٌ.

وإن عشقت كانت أشد صبابةً ... وإن فركت فأذهب فما فركها قصد
يقول إذا عشقت المرأة كان عشقها أشد من عشق الرجال لأنهن أرق طبعا وأقل صبرا وإذا ابغضت جاوزت الحد أيضا في البغض ولم يكن ذلك قصدا وقوله فاذهب حشو أتى به لإتمام الوزن ومعناه لا تطمع ف يحبها إذا فركت واذهب لشأنك وإن شئت قلت فإذهب في تلافي ذلك الفرك والأول الظاهر.

وإن حقدت لم يبق في قلبها رضًى ... وإن رضيت لم يبق في قلبها حقد
أي هي مبالغة في كلتى حالتيها في الحقد والرضى.

كذلك أخلاق النساء وربما ... يضل بها الهادي ويخفى بها الرشد

اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي    الجزء : 1  صفحة : 156
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست