responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي    الجزء : 1  صفحة : 137
وأما وحقلك وهو غايرة مقسمٍ ... للحق أنت وما سواك الباطل
الطيب أنت إذا أصابك طيبه ... والماء أنت إذا اغتسلت الغاسل
تقدير البيت الطيب أنت طيبه إذا أصابك والماء أنت الغاسل له إذا اغتسلت والمعنى أنت أطيب من الطيب واطهر من الماء كما قال الآخر، وإذا الدر زان حسن وجوهٍ، كان للدر حسن وجهك زينا، وتزيدين أطيب الطيب طيباً، إن تمسيه أين مثلك أينا، ونحوه قول ابن الجويرية، تزين الحليَ أن لبست سليمى، وتحسن حين تلبسها الثياب، وروى ابن جنى والماء أنت نصبا قال وتقديره وتغسل أنت الماء ودل على هذا المضمر قوله الغاسل قال ولا يجوز انتصابه بالغاسل لأن الصلة لا تعمل فيما قبل الموصول ألا ترى أنه لا يجوز زيداً أنت الضارب.

ما دار في الحنك اللسان وقلبت ... قلماً بأحسن من نثاك أناملُ
يقول ما دار اللسان في الحنك وما قلبت أنامل قلما بأحسن من اخبارك كأنه قال ما قيل ولا كتب أحسم من أخبار كرمك والنثا الخبر من نثوت الحديث أي نشرته.
وقال يمدح أخاه أبا سهلٍ سعيد بن عبد الله بن الحسن الأنطاكي الحمصي.

قد علم البين منا البيت أجفانا ... تدمي وألف في ذا القلب أحزانا
يقول قد علم البين اجفانا منا أي اجفاننا البين فما تلتقي سهرا كما قال، وفرق الهجر بين الجفن والوسن، وقوله تجمي من صفة الاجفان كأنه قال اجفانا دامية وجعل البين يؤلف الحزن إغراباً في الصنعة.

أملت ساعة ساروا كشف معصمها ... ليلبث الحي دون السير حيرانا
يقول رجوت حين ساروا أن تكشف معصمها أي تظهره عند ركوب الهودج ليراه الحي فيتحيروا عن السير ويقفوا.

ولو بدت لأتاهتهم فحجبها ... صون عقولهم من لحظها صانا
يقول لو ظهرت لهم هذه المرأة لحيرتهم ولكن حجبها صون صان عقولهم عن لحظها يعني أنها صانت نفسها عن البروز والظهور وذاك الصون صان عقولهم عن لحظها واللحظ مصدر يجوز أن يكون مضافا إلى الفاعل ويجوز أن يكون مضافا إلى المفعول أي لو لحظوها لطارت عقولهم ولو لحظتهم لأخذت عقولهم.

بالواخدات وحاديها وبي قمر ... يظل من وخدها في الخدر حشيانا
ياقل حشى الرجل يحشى حشى فهو حشيان إذا أخذه الربو يقول يفدي بالإبل الواخدة والذي يجدوها وبي قمر يظل من وخد الواخدات حشيان قد علاه البهر ويروي بالخاء أي أنها تخشى سرعة سير الإبل لم تسافر قط.

أما الثياب فتعرى من محاسنه ... إذا نضاها ويكسى الحسن عريانا
يقول إذا خلع الثياب عريت من محاسنه لأنه يزين الثياب بحسنه وإذا عرى عن الثوب كان مكسوا بالحسن يقال كسوته ثوبا أكسوه وكسى يكسي فهو كاسٍ إذا اكتسى قال، يكسي ولا يغرب مملوكها، إذا تهرت عبدها الهاريه،

يضمه المسك ضم المستهام به ... حتى يصير على الأعكان أعكانا
يقول إن المسك يحبه كالمستهام به ويلتف عليه حتى يصير المسك اعكانا على اعكان بطنها والإعكان الأطواء في بطن الجارية يقال عكنة وعكن واعكان وتعكن بطن الجارية.

قد كنت أشفق من دمعي على بصري ... فاليوم كل عزيزٍ بعدكم هانا
أي أنه يهون عليه فقد البصر في البكاء على فراقهم.

تهدي البوارق أخلاف المياه لكم ... وللمحب من التذكار نيرانا
البوارق السحاب ذات البرق والأخلاق الضروع واستعار للمياه اخلافا لأنها تغذو النبات كما تغذو الأم بالإرضاع الولد يقول هذه البوارق تهدي لكم المياه وتذكي نيران شوقي لأنها تلمع من جانبكم الذي ارتحلتهم إليه فيتجددبها شوقي وذكري.

إذا قدمت على الأهوال شيعني ... قلب إذا شئت إن يسلاكم خانا
يقول قلبي يشيعني ويطيعني في كل شيء إلا على السلو وقدمتمعناه تقدمت وقدمت وردت.

أبدو فيسجد من بالسوء يذكرني ... ولا أعاتبه صفحاً وإهوانا
يقول من يذكرني بالسوء في غيبتي إذا ظهرت له عظمني وخضع لي وأنا أعرض عن عتباه اهانةً له وإنما قال أهوانا لأنه أخرجه على الأصل ضرورةً كما قال الآخر، صددت فأطولت الصدود وقلما، وصال على طول الصدود يدوم، يريد فأطلت فجاء به على الأصل.

وهكذا كنت في أهلي وفي وطني ... إن النفيس غريب حيثما كانا

اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي    الجزء : 1  صفحة : 137
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست