responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي    الجزء : 1  صفحة : 123
مضى الليل والفضل الذي لك لا يمضي ... ورؤياك أحلى في العيون من الغمض
ويروى في الجفون وكان يجب أن يقول ولقياك لأن الرؤيا تستعمل في المنام خاصةً لكنه ذهب بالرؤيا إلى الرؤية لأنه كان بالليل كقوله تعالى وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس لم يرد رؤيا المنام إنما أراد رؤيا اليقظة ولكنه كان بالليل

على أنني طوقت منك بنعمةٍ ... شهيد بها بعضي لغيري على بعضي
يريد انصرف عنك مع أنك قلدتني نعمةً يشهد بها بعضي على بعضٍ أي من نصر إليّ استدل بنعمتك عليّ والمعنى أن القلب أن أنكر نعمتك شهد الجلد بما عليه من الخلعة

سلام الذي فوق السموات عرشه ... تخص به يا خير ماشٍ على الأرض
وقال أيضا وهو يلعب بالشطرنج وقد كثر المطر فقال

ألم تر أيها الملك المرجى ... عجائب ما رأيت من السحاب
تشكي الأرض غيبته إليه ... وترشف ماءه رشف الرضاب
هذا البيت تفسير ما ذكره من العجائب يقول الأرض بعطشها تشكو إلى السحاب غيبته عنها وتمص ماءه كما يمص العاشق ريق المحبوب

وأوهم أن في الشطرنج همي ... وفيك تأملي ولك انتصابي
الشطرنج معرب والأحسن كسر الشين ليكون على وزن فعلل كجردحل وقرطعب يقال ما له قرطعبة أي شيء والجردحل من الأبل الضخم وليس في كلام العرب فعلل وقيل أنه معرب من سدرنج يعني أن من اشتغل به ذهب غناؤه باطلا يقول إنما اتأمل في محاسنك لا في الشطرنج وانتصب جالسا لأراك لا للعب

سأمضي والسلام عليك مني ... مغيبي ليلتي وغداً إيابي
وأخذ الشراب من أبي الطيب وأراد الانصراف فلم يقدر على الكلام فقال هذين البيتين وهو لا يدري

نال الذي نلت منه مني ... لله ما تصنع الخمور
وذا انصرافي إلى محلي ... أآذن أيها الأمير
يقول الذي نلت منه بشربه نال مني بتغيير اعضائي والأخذ من عقلي ثم تعجب مما تفعله الخمر وهذا كما قال الطائي، وكأس كمعسول الأماني شربتها، ولكنها أجلت وقد شربت عقلي، إذا اليد نالتها بوتر توترت، على ضغنها ثم استقادت من الرجل، وكما قال ايضا، أفيكم فتًى حيٌّ فيخبرني عني، بما شربت مشروبة الراح من ذهني وعرض عليه الصحبة في غد فقال

وجدت المدامة غلابةً ... تهيج للقلب أشواقه
غلابة تغلب العقل والحزن وتحرك الشوق كما قال البحتري، من قهوةٍ تنسى الهموم وتبعث، الشوق الذي قد ضل في الأحشاء،

تسيء من المرء تأديبه ... ولكن تحسن أخلاقه
أراد بسوء الأدب حركاته المفرطة وقول الخنا والعربدة وبحسن الخلق السماحة

وأنفس ما للفتى لبه ... وذو اللب يكره إنفاقه
اعز ما للانسان عقله والعاقل يكره اخراج العقل من نفسه

وقد مت أمس بها موتةً ... وما يشتهي الموت من ذاقه
جعل غلبة السكر عقله كالموت ثم قال ومات مرة لا يشتهي العود إليه وقال يصف لعبة أحضرت المجلس على صورة جارية

وجارية شعرها شطرها ... محكمةٍ نافذ أمرها
يعني أن شعر رأسها طويل قد بلغ نصف بدنها حكمها أهل المجلس واطاعوها فيما تأمرهم لأنها كانت تدور فإذا وقفت بحذاء واحد منهم شرب فأمرها نافذ عليهم

تدور وفي يدها طاقة ... تضمنها مكرهاً شبرها
كانت قد وضعت في كفها طاقة ريحان أو نرجس كرها لأنها لم تأخذها طوعا

فإن أسكرتنا ففي جهلها ... بما فعلته بنا عذرها
أي أن اسكرتنا بوقوفها حذاءنا فجهلها ما فعلت عذر لها لأنها لا تعلم ما فعلت واديرت فوقفت حذاء أبي الطيب فقال

جارية ما لجسمها روح ... بالقلب من حبها تباريح
يعني أن القلوب تحبها للطف صورتها والتباريح الشدائد

في يدها طاقة تشير بها ... لكل طيب من طيبها ريح
أي كل طيب يستفيد طيب الرائحة منها لأنها أطيب الأشياء ريحا

سأشرب الكاس عن إشارتها ... ودمع عيني في الخد مسفوح
أي إنما يبكي لكراهية الشرب ولكنه لا يمكنه مخالفة اشارتها واديرت فوقفت حذاء بدر رافعةً رجلها فقال

يا ذا المعالي ومعدن الأدب ... سيدنا وابن سيد العرب
أنت عليم بكل معجزةٍ ... ولو سألنا سواك لم يجب
أي بكل مسألة معجزة الناس عن بيانها والجواب فيها

أهذه قابلتك راقصة ... أم رفعت رجلها من التعب

اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي    الجزء : 1  صفحة : 123
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست