responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي    الجزء : 1  صفحة : 116
الأردن نهر بالشام ونضدت وضعت بعضه على بعض يقول كان هذا الأسد بليةً وقعت على أهل هذا النهر فأكثر قتل الرفاق في السفر وهي جمع رفقة حتى ترك رؤوسهم كالتلول المجتمعة من التراب وأسند الفعل إلى البلية والبلية هي الأسد

ورد إذا ورد البحيرة شاربا ... ورد الفرات زئيره والنيلا
الأسد يسمى الورد لأن لونه يضرب إلى الحمرة

متخضب بدم الفوارس لابسٌ ... في غيله من لبدتيه غيلا
يقول لكثرة ما قتل من الفوارس قد تلطخ بدمائهم والغيل الأجمة يقول هو في غيله كأنه لبس غيلا من شعر جانبي عنقه لكثافته على كتفيه

ما قوبلت عيناه إلا ظنتا ... تحت الدجى نار الفريق حلول
عين الأسد وعين السنور وعين الحية تتراءى في ظلمة الليل بارقة يوقل ما استقبلت عين هذا الأسد في الدجى إلا ظنت نار اوقدت لجماعة نزلوا موضعا

في وحدة الرهبان إلا أنه ... لا يعرف التحريم والتحليلا
يقول هو في غيله منفرد انفراد الرهبان في متعبداتهم غير أنه لا يعرف حراما ولا حلالا والأسد إذا كان قويا لم يسكن معه في غيله غيره من الأسود

يطأ الثرى مترفقا من تيهه ... فكأنه آسٍ يجس عليلا
الأسد لعزته في نفسه وقوته لا يسرع المشي لأنه لا يخاف شيئا شبهه في لين مشيه بالطبيب الذي يمس العليل فإنه يرفق به ولا يعجل

ويرد غفرته إلى يافوخه ... حتى تصير لرأسه إكليلا
الغفرة الشعر المجتمع على قفاه يقول يرد ذلك الشعر إلى هامته حتى يجتمع عليها فيصير ذلك لرأسه كالاكليل وإنما يفعل ذلك غضبا وتغيظا يجمع قوته في أعالي بدنه وابن دوست يقول الغفرة شعر الناصية يعني إن هذا الأس يرفع رأسه في مشيته حتى يرتد شعر ناصيته إلى رأسه والقول هو الأول لنه بعد هذا وصف غيظ الأسد فقال

وتظنه مما تزمجر نفسه ... عنها لشدة غيظه مشغولا
الزمجة ترديد الصوت أنشد الأصمعي، إذا استهل رنة وزمجرة، يقول تظنه مشغولا عن نفسه لشدة تغيظه وزمجرته ومن روى يزمجر بالياء قال تظنه نفسه مشغولا عنها مما يزمجر أي من زمجرته وصياحه وهو رواية ابن جنى

قصرت مخافته الخطا فكأنهما ... ركب الكمى جواده مشكولا
القصر ههنا ضد التطويل ومنه قصر الصلاة من قوله تعالى أن تقصروا من الصلوة والمخافة مصدر مضاف إلى المفعول وذو الحافر إذا رأى الأسد وقف وفحج وبال يقول كأن الشجاع ركب فرسه بشكاله حتى لا يخطو ولا يتحرك خوفا منه هذا تفسير الناس لهذا البيت وقال ابن فورجة معناه لما خاف منك الأسد تقاصرت خطاه هيبةً ونازعته نفسه إليك جراءة فخلط إقداما بإحجام فكأنه فارس كمى ركب فرسه مشكولا فهو يهيجه للأقدام جراءة والفرس يحجم عجزا عما يسومه لمكان شكاله

ألقى فريسته وبربر دونها ... وقربت قرباً خاله تطفيلا
الفريسة صيد الأسد وهو ما يفترسه يريد البقرة التي هاجه عنها والبربرة الصياح يقول لما قصدته ألقى الفريسة وصاح دونها يعني دفعا عنها لنه ظن أنك تتطفل على صيده لتأكل منه قال الليث التطفيل من كلام أهل العراق ويقال هو يتطفل في الأعراس

فتشابه الخلقان في إقدامه ... وتخالفا في بذلك المأكولا
يقول تشابهتما مقدمين وتخالفتما شحيحا على الطعام وباذلا له كما قال البحتري، شاركته في البأس ثم فضلته، بالجود محقوقا بذاك زعيما،

أسد يرى عضويه فيك كليهما ... متنا أزل وساعداً مفتولا
الأزل القليل اللحم والمفتول القوي الشديد خلقة كأنه فتل أي لي يقول اشبهه منك هذان العضوان

في سرج ظامية الفصوص طمرةٍ ... يأبى تفردها لها التمثيلا
يعني فرسا دقيقة المفاصل ليست برهلة يقال خيل ظماء الفصوص وكذا تكون خيل العرب والطمرة الوثابة يريد أنه كان راكبا في سرج فرس بهذه الصفة وتفردها بالكمال يأبى أن يكون لها مثلٌ

نيالة الطلبات لولا أنها ... تعطى مكان لجامها ما نيلا
يقول هذه الفرس تدرك ما تطلبه بشدة حضرها وهي طويلة العنق لولا أنها تحط رأسها للجام ما نيل رأسها لطول عنقها كما قال زهير، وملجمنا ما أن ينال قذاله، ولا قدماه الأرض إلا أنامله

تندى سوالفها إذا استحضرتها ... ويظن عقد عنانها محلولا

اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي    الجزء : 1  صفحة : 116
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست