responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح ديوان الحماسة المؤلف : المرزوقي    الجزء : 1  صفحة : 997
وقال آخر:
ماذا عليك إذا خبرتني دنفاً ... رهن المنية يوماص أن تعودينا
أوتجعلي نطفة في القعب باردة ... وتغمسي فاك فيها ثم تسقينا
قوله دنفاً أي مشرقاً على الهلاك، وانتصابع على أنه مفعول ثالث الخبر. وقوله ماذا عليك لفظه استفهام ومعناه تقريع وبعث. وانتصب رهن المنية لأنه صفة لدنفا، ومعناه في ضمن المنية وملكتها، وكالرهن عندها، إن شاءت أغلقته، وإن شاءت فكته. والمراد: أي شيء عليك من أن تعودينا، إذا أخبرتني عليلاً. فقوله عليك يقتضى فعلاً، وذلك الفعل يعمل في أن تعودينا، وقد حذف حرف الجر منه، أي لا عار عليك ولا ضرر من عيادتنا، ولا من مداواتنا بماء هذه صفته، فهلا فعلت. وقوله يوماً ظرف لخبرتني. وقد تقدم القول في ماذا في مواضع.

وقال جميل
بثينة ما فيها إذا نا تبصرت ... معاب ولا فيها إذا نسيت أشب
لها النظرة الأولى عليهم وبسطة ... وإن كرت الأبصار كان لها العقب
إذا ابتذلت لم يزرها ترك زينة ... وفيها إذا ازدانت لذي نيقة حسب
تبصرت، أي استقصى النظر إليها، والكشف عن حالها. والمعاب: العيب. والأشب: الخلط: يقول: إنها عند السبر والنظر، والكشف والتأمل، نقية من العيب، بريئة من الشوب، فلها عند المبالغة في البحث النظرة الأولى، ولها البسطة وهي النظرة الثانية، ويعني بها أن يبسط التميز على ما يتجلي من أمرها، ويسلط التنقير على كثير مما يخفي من أحوالها. قال: ولها العقب أيضاً، وهو النظر بعد النظر، وفي موضع آخر الجري بعد الجري. والعرب تقول: النظرة الأولى حمقاء، فلهذا قال: لهذه المرأة النظرة الأولى، ولها الكشفة النانية وهي البسطة، ولها البحثة الثالثة، وهي تعقب التجربتين بتجربة ثالثة. وقوله إذا ابتذلت يقول: إذا تركت التزين واكتست المباذل لم يقصر بها ذلك، وإن تزينت كان فيها للمتأنق الكفاية من جميع ما يطلب فيها نفساً وخلقاً،

اسم الکتاب : شرح ديوان الحماسة المؤلف : المرزوقي    الجزء : 1  صفحة : 997
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست