responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح ديوان الحماسة المؤلف : المرزوقي    الجزء : 1  صفحة : 968
وقوله غيضن أي قللن. ويقال: هذا من ذاك غيض من فيض، أي قليل من كثير. والمعنى مسحنه بأصابعهن تسترا.
واخذ ذو الرمة هذا فقال:
ولما تلاقينا جرت من عيوننا ... دموع وزعنا غربها بالأصابع
ونلنا سقاطا من حديث كأنه ... جنى النحل مزوجاً بماء الوقائع
ومعنى يساعفنا الغيور بداره، يقار بنا بمحله. والإسعاف: قضاء الحاجة وإدناؤها. ولك أن تجعل ماذا بمنزلة اسم واحد، فينتصب بلقيت: ولك أن تجعل ذا بمعنى الذي، ويكون ضميره العائد من الصلة محذوفاً، كأنه قال: لقيته ولقيناه.

وقال جميل
وماذا عسى الوشوان أن يتحدثوا ... سوى أن يقولوا إنني لك وامق
نعم صدق الواشون أنت كريمة ... علينا وإن لم تصف منك الخلائق
ماذا في موضع المبتدأ، كأنه قال: أي حديث عسى الواشوان يتدثونه سوى قولهم: إنني لك محب. فهو كقولك: أي ضرب عسى زيد أن يضربه، وسبيله سبيل المصدر والمضاف إلى المصدر إذا ابتدى بهما. ولا يجوز أن ينتصب بيتحدثوا، لأنه في صلة أن، فلا يعمل فيما قبل الموصوف، ولا يجوز أن يكون ذا منه بمنزلة الذي، لأن عسى لا يصلح لكونه غير واجب أن يقع صلة له، وكذلك أخوات عسى. ألا ترى أن الاستفهام والنفي وأخواتهما لا يقعن صلات، إذ كانت الصلات إنما تكون من الجمل الخبرية الواجبة والمعنى أنهم لا يقدرون في وشايتهم على أكثر من قطع القول بأنني لك محب وعاشق. ثم أوجب بنعم فقال: قد صدقوا فيما ادعوا ولفقوا، أنت تكرمين علينا وإن لم يعد علينا منك خير، ولا صادفنا من إحسانك صفاء ولين. كأنه يبري ساحتها، ويرى أن ميله وهواه لا يشبنها مع سلامة طريقتها، واستحكام عفافها.

اسم الکتاب : شرح ديوان الحماسة المؤلف : المرزوقي    الجزء : 1  صفحة : 968
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست