responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح ديوان الحماسة المؤلف : المرزوقي    الجزء : 1  صفحة : 914
قوله يهدي يجوز أن يكون من الإهداء الإتحاف، ويجوز أن يكون من الهداء الزفاف. وقوله أنيابها العلي، يراد به الشريفة العالية الشأن. ويجوز أن يراد بالعلي الأعالي من الأسنان، لأنها موضع القبل. ويعني ببرد الأسنان عذوبة الرضاب عند المذاق. وقوله إنني لفقير، فعيل بناء المبالغة، ولا سيما إذا أطلق إطلاقاً، فلا يقال فقير إلى كذا وكذا فيخصص. والمعنى: إن كان يتربص بمتسق مضحكها، وواضح مقبلها، وطيب رضابها، وبراد أسنانها، لمن هو أفقر مني إليها، فإنني الفقير مطلقاً. والمعنى: لا غاية وراء فقري. ومما يجري مجرى فقير إذا أطلق، قولهم سقيم. ألا ترى قول الآخر:
لئن لبن المعزى بماء مويسل ... بغاني داء إنني لسقيم
يريد المتناهي في السقم حتى لا غاية وراءه. وأفقر، كأنه بني على فقر المرفوض في الاستعمال. وإنما قلت هذا لأن فقيراً كان حكمه أن يكون فعله على فقر، ولم يجيء منه إلا افتقر. وشرط فعل التعجب وما يتبعه من بناء التفضيل أن لا يجيء إلا من الثلاثي في الأكثر، وما كان علي أفعل خاصة، وإذا كان كذلك فأفقر لا يصح أن يكون مبنياً على افتقر ولكن على فقر؛ فهذا طريق. ولك أن تقول: بنى منه على حذف الزوائد، كما جاء: ريح لاقح والمراد ملقح، وما أشبهه.
فما أكثر الأخبار أن قد تزوجت ... فهل يأتيني بالطلاق بشير
قوله أن قد تزوجت، أراد: بأن قد تزوجت. وحذف الجار مع أن كثير، وموضعه من الإعراب مفعول من قوله الأخبار. والأخبار: جمع خبر، ووضع خبراً موضع الإخبار، كما يوضع الطاعة موضع الإطاعة، ثم عداه وهو مجموع، ومثله:
مواعيد عرقوب أخاه بيثرب
ألا تراه أنه انتصب أخاه عن جمع وهو مواعيد. ومعنى البيت: كثر في أفواه الناس الإخبار بتزوجها، واشتغالها ببعلها عن غيره، فهل يأتيني مبشر بتطليقها. وهذا ليس باستفهام وإنما هو تمن.

اسم الکتاب : شرح ديوان الحماسة المؤلف : المرزوقي    الجزء : 1  صفحة : 914
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست