responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح ديوان الحماسة المؤلف : المرزوقي    الجزء : 1  صفحة : 887
قوله (أن لا وصال) أن فيه مخففة من أن الثقيلة، يريد أنه لا وصال. ألا ترى أنه عطف عليه (وأنه مدى الصرم) . ووصال انتصب بلا، وخبره محذوف، كأنه قال: لا وصال بيننا. والجملة في موضع خبر إن، والضمير في أنه الأولى والثانية ضمير الأمر والشأن. وقوله (مدى الرم) في موضع الإبتداء، و (مضروب علينا) خبره. وسرادقه ارتفع بمضروب، لأنه قام مقام الفاعل. وقوله (رمتني بطرف) جواب لما. كأنه لما تأملت حاله في مسايرته، وضيق الوقت عن مجاذبته، لما كان يجو بينهما من مراقبته، ثم رأت تغيظ الرقيب وكراهيته، مع معرفتها بنتائج ضجره، نظرت إلى الشاعر نظر إنكار استدل منه على ضلاله فيما يأتيه، وسوء توفيقه فيما يلح فيه، فكأنه رمته بسهم لو لم يكن نظراً، بل كان سهماً رمي به شجاع في معركة، لأصيب مقله، فكان يبتل نحره وبنائق قميصه نجيعاً. والنجيع: دم الجوف. ويقال: تنجع به، أي تلطخ.
وقوله (ولم بعينيها) انعطف على قوله بطرف. واللمح: النظر، ويستعمل في البرق والبصر. وكذلك الطرف هو النظر هنا، كأن الرمي بالطرف كان إنكاراً منها. واللمح بالعينين مواعدة وتوحية بجميل بعد تعذر المطلوب: والومض والوميض: اللمع. وأومضت له فلانة بعينها، إذا برقت. لذلك شبه وميض لمحها بوميض الحيا، وهو الغيث المحي للأرض وأهلها وقد هدبت أي أرشدت شقائقه، وهي قطع سحابه، لنجد. كأنه جعلها قاتلة في رميها، محيية بلمحها. والشقيقة: البرقة إذا استطارت في عرض السحاب وتكشفت ايضاً.

وقال أبو الطمحان القيني
ألا عللاني قبل صدح النوائح ... وقبل ارتقاء النفس فوق الجوانح
وقبل غد يالهف نفسي عى غد ... إذا راح أصحابي ولست برائح
يروي (يا لهف نفسي من غد) . والصدح: شدة صوت الديك والغراب وغيرهما. والصيدحي: الشديد الصوت. والجوانح: ضلوع الصدر. وارتقاء النفس

اسم الکتاب : شرح ديوان الحماسة المؤلف : المرزوقي    الجزء : 1  صفحة : 887
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست