اسم الکتاب : شرح ديوان الحماسة المؤلف : المرزوقي الجزء : 1 صفحة : 869
وقوله (رائداً) انتصب على الحال، وجواب إذا أرسلت (أتعبتك المناظر) . وقد حصل خبر كنت فيه ومعه. وقوله (رأيت الذي) تفصيل لما أجمله قوله (أتعبتك المناظر) .
وقال الصمة بن عبد الله القشيري
أقول لصاحبي والعيسى تهوى ... بنا بين المنيفة فالضمار
تمتع من شميم عرار نجد ... فما بعد العشية من عرار
العيس: بياض في ظلمة خفية. والعرب تجعله في الإبل العراب خاصة. والمنيفة: موضع، أو هضبة مرتفعة. ومنه: أناف على كذا، أي أشرف، وقولهم: مائة ونيف. والضمار: مكان أو واد منخفض يضمر السائر فيه، لذلك قال الأعشى:
نراناإذا أضمرتك البلا ... د نجفى وتقطع منا الرحم
ومنه قيل للعدة المسوفة: الضمار، وقيل لما لايرجى رجوعه من المال: الضمار. قال:
وعينه كالكالىء الضمار
يذمه بأن حاضره كغائبه. يقول: إني أجاري رفيقي وأباثه قصتنا، والرواحل تسرع بين هذين الموضعين، وأقول في أثناء ذلك متلهفاً: استمتع بشم عرار نجد، فإنا نعدمه إذا أمسينا بخروجنا من أرض نجد ومنابته.
والشميم: مصدر، وأكثر ما يجيء فعيل مصدراً في الأصوات، كالصهيل والشحيج؛ ومثله العذير والنكير. ويقال: تمتعت بكذا ومن كذا. والعرار: بقلة صفراء ناعمة طيبة الريح، والواحدة عرارة. قال الخليل: العرارة البهارة البرية، وقيل هو شجر. وقد شبه لون المرأة بها. قال
اسم الکتاب : شرح ديوان الحماسة المؤلف : المرزوقي الجزء : 1 صفحة : 869