responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح ديوان الحماسة المؤلف : المرزوقي    الجزء : 1  صفحة : 789
والاستسعاف. ومعنى (أدلوها) من قولك دلوت الدلو، إذا أخرجتها من البئر، أي أتسبب بغيري، وأصون من التبذل عرضي.

وقال شبيب بن البرصاء
وإني لتراك الضغينة قد بدا ... ثراها من المولى فما أستثيرها
مخافة أن تجنى علي وإنما ... يهيج كبيرات الأمور صغيرها
يقول: إني أصابر موالي وأحتمل أذاهم، وأعفى على فرطاتهم ما وجدت سبيلاً إلى الصبر، فأترك ضغائهم تبدو أوائلها، وتظهر مخابلها، ولا أكشف عنها ولا أطلب ثورانها، مخافة أن يستفحل الشر ويرجع الصغير منه كبيراً، وسهله عسيراً؛ فإن أوائل الأمور كلها ضعيفة ضيقة، فإذا اتفق لها من يهيجها ويزيد في موادها قويت واتسعت. والتراك: بناء المبالغة، وهو الكثير الترك للشيء، وليس هو باسم الفاعل من ترك. والضغينة والضغن والضغن واحد، وهي الحقد والعداوة. ويقال: ضغن على واضغن. وقال الخليل: الضغن في الدابة: عسره والتواؤه. ودابة ضغنة، إذا نزعت إلى وطنها. والثرى: الندى، والفعل منه ثرى. والمراد به هاهنا ما يستدل به على كامن الحقد. ويقال: ثار الأرنب من موضعها، واستثرتها أنا. وقوله (مخافة) انتصب على أنه مفعول له، و (أن تجنى) في موضع المفعول منها، وقد أضافها إليه، وقوله (صغيرها) يراد به الكثرة، أي صغائرها.
لعمري لقد أشرفت يوم عنيزة ... على رغبة لو شد نفسي مريرها
تبين أعقاب الأمور إذا مضت ... وتقبل أشباها عليك صدورها
قوله (على رغبة) أي على مرغوب فيه، كأنه كان ظهر له من الفرص في صاحبه مالو انتهزها ولم يغفل عنها لكان فيها الاشتفاء منه، ودرك المطلوب في بابه، فلما لم يفعل وأصر صاحبه على مساءته أخذ يتحسر. وقوله (لو شد نفسي مريرها) يريد: لو قوى نفسي عزيمها، وحصيف رأيها. والمرير: الممر المحكم. ووصف

اسم الکتاب : شرح ديوان الحماسة المؤلف : المرزوقي    الجزء : 1  صفحة : 789
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست