responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح ديوان الحماسة المؤلف : المرزوقي    الجزء : 1  صفحة : 664
فرد شعورهن السود بيضاً ... ورد وجههن البيض سودا
السمود: الغفلة عن الشيء وذهاب القلب عنه. ويقال للمأخوذ عن الشيء: اترك سمودك. وفي القرآن: " وأنتم سامدون "، أي ساهون لاهون. وقوله رمى الحدثان نسوة آل حرب بمقدارٍ فيه ما يجري مجرى القلب، لأنه لو قال رمى المقدار نسوة آل حربٍ بحدثان، لكان أقرب في المعتا، وأجرى على طريق الدين. فيقول: جر المقادير على نسوة آل حربٍ نوبةً من نوائب الدهر أثرت في عقولهن، حتى غفلن عن أسباب الدين والدنيا كلها، وحتى شيبتهن ولفحت وجوههن، فردت السود من شعورهن بيضا، والبيض من وجوههن سودا.
وهذا كما حكى عن العريان بن الهيثم، لما سأله عبد الملك عن حاله، فقال: ابيض مني ما كنت أحب أن يسود، وأسود مني ما كنت أحب أن يبيض في كلامٍ طويل. ثم قال:
وكنت شبابي أبيض للون زاهراً ... فصرت بعيد الشيب أسود حالكا

وقال مسلم بن الوليد وماتت امرأته
حنينٌ ويأسٌ كيف يجتمعان ... مقيلاهما في القلب مختلفان
غدت والثرى أولى بها من وليها ... إلى منزلٍ ناءٍ لعينك دان
فلا وجد حتى تنزف العين ماءها ... وتعترف الأحشاء للخفقان
هذا الكلام شكوٌ من حاله فيمن أصيب به، فيقول: اليأس حاصلٌ منها إذ كان غائب الموت لا إياب له، والشوق إليها غالبٌ حتى كأني ما فقدتها؛ فيا عجباً كيف اجتمع مع اليأس رجاءٌ مع اختلاف مقرهما في القلب، ومع تنافيهما عند

اسم الکتاب : شرح ديوان الحماسة المؤلف : المرزوقي    الجزء : 1  صفحة : 664
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست