responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح ديوان الحماسة المؤلف : المرزوقي    الجزء : 1  صفحة : 422
وقال جابر بن حريشٍ
ولقد أرانا يا سمى بحائلٍ ... نرعى القرى فكامساً فالأصفرا
فالجزع بين ضباعةٍ فرصافةٍ ... فعوارضٍ جو البسابس مقفرا
لا أرض أكثر منك بيض نعامةٍ ... ومذانباً تندى وروضاً أخضرا
ومعيناً يحمى الصورا كأنه ... متخمطٌ قطمٌ إذا ما بربرا
إذ لا يخاف حدوجنا قذف النوى ... قبل الفساد إقامةً وتديرا
قوله " أرانا " حكاية الحال، وما يستمر ويتصل من الأفعال إذا أريد فيه الإخبار عن الماضي قد يؤتى بلفظ المستقبل فيوضع موضع بناء الماضي. على ذلك قوله:
ولقد أمر على اللئم يسبني ... فمضيت ثمت قلت لا يعنيني
ألا ترى أنه قال أمر، ثم قال فمضيت ثمت قلت. كذلك هذا قال ولقد أرانا، ثم جاء في آخر الأبيات فقال: إذ لا يخاف حدوجنا قذف النوى. فإن قيل: كيف جاز أن يقول أراني وأرانا، وأنت لا تقول أضربنا ولا أضربني؟ قلت: أفعال الشك واليقين يجوز ذلك فيها وإن امتنع في غيرها، لأن تأثيراتها في المفعول الثاني من المفعولين، إذ كان الشك واليقين يتعلقان به لا بالأول، فصار لذلك المفعول الأول كأنه غير الثاني، وكاللغو الذي لا تأثير له في حصول الفائدة، فجرى الثاني من الأول لذلك مجرى الأجنبي. وإذا قلت أضربني أو أضربنا لم يصر أحد الضميرين كالأجنبي من الأول لا لفظاً ولا معنى، والمعتاد في الفاعل والمفعول مغايرة الثاني للأول، فلما كان الأمر على ذلك لم يجز فيه ما جاز في الأول. يبين هذا أنك لو قلت ضربت نفسي أو أضرب نفسي لصلح، للتغاير الحاصل في اللفظ، فاعلمه.
وقوله حائل: اسم وادٍ. والقري: مجرى الماء إلى الروضة، وكامسٌ والأصفر: مكانان. وضباعة ورصافة: جبلان، وكذلك عوارض. وجو البسابس أي داخل البسابس، وهي المفاوز الواسعة الخالية. والجو: الهواء بين السماء والأرض أيضاً.

اسم الکتاب : شرح ديوان الحماسة المؤلف : المرزوقي    الجزء : 1  صفحة : 422
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست