responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح ديوان الحماسة المؤلف : المرزوقي    الجزء : 1  صفحة : 368
الماء غباً. ويقال أغب القوم، إذا صارت إبلهم كذلك. وليس يريد بنفي الإغباب أن يدل على صقل السيف كل يوم؛ ولكن المراد أنه لا يهمل صقله زماناً ممتداً؛ إذ كان صاحبه يستعمله كل يوم. وعلى هذا ذكر الغب في المثل السائر: " زر غباً تزدد حباً ".
فلو أنا شهدناكم نصرنا ... بذي لجبٍ أزب من العوالي
يقول: لو حضرناكم لنصرناكم وجاهدنا معكم بجيشٍ له جلبةٌ وصوتٌ، أزب لكثرة الرماح فيه. أي تشبه كثرة الرماح فيه والتفافها كثرة شعر الأزب. وهذا على طريق الاستعارة، لأن أصل الزبب في الشعر. وفي المثل: " كل أزب نفورٌ "، يعني البعير الكثير الشعر على الوجه والعثنون، لأن ما حوالي عينيه من الشعر يخيل إليه المناظر على خلاف ما تكون عليه فينفر. والعوالي: جمع عالية، ويراد بها جنسٌ من الرماح.
ولكنا نأينا واكتفيتم ... ولا ينأى الحفي عن السؤال
يروى " واكتفينا ". يقول: بعدنا عنكم فاستقللتم بأنفسكم واستغنيتم عمن يعاضدكم في كل ما يدهمكم، فلم تدعكم حاجة إلى مجاورتنا، ولا ألجأتكم الضرورة إلى التكثر بنا. والرجل اللطيف البار بصاحبه لا يبعد عن تنسم الأخبار واستنشائها لمن يهمه أمره، وإن بعد بنفسه ومكانه. ومن روى " واكتفينا " كان المعنى اكتفينا في البعد عنكم فلم تحتج إليكم. والقصد في الروايتين أنه لم يكن بإحدى الجنبتين افتقارٌ إلى الأخرى، فصار ذلك سبباً في التنائي، وعذراً بيناً في التأخر عن المعاونة والمكانفة. ودل بقوله: " ولا ينأى الحفي " على أن القلوب في التعطف والخلوص، على ما يوجبه الوداد ولم يغيرها البعاد. ويقال فلانٌ حفيٌ بفلان ظاهر الحفوة، أي البر.

وقال حسان بن علبة
إذا كنت من سعدٍ وأمك منهم ... غريباً فلا يغررك خالك من سعد

اسم الکتاب : شرح ديوان الحماسة المؤلف : المرزوقي    الجزء : 1  صفحة : 368
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست