responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح ديوان الحماسة المؤلف : المرزوقي    الجزء : 1  صفحة : 348
قول الأخطل:
ولقد أبيت من الفتاة بمعزلٍ ... فأبيت لا حرجٌ ولا محروم
أنه قال أبيت الذي يقال له لا حرجٌ، فحكى. ثم قال: يقويه في ذلك قول الأخطل:
على حين أن كانت عقيلٌ وشائظاً ... وكانت كلابٌ خامري أم عامر
لأنه أراد كانت كلابٌ التي يقال لها خامري أم عامر، فحكى ذلك الكلام وكنى به عن الضبع. ويحتمل أن يكون البيت على كلامين، كأنه قال: لا تدفنوني، مخاطباً أصحابه ورفقاءه، وليس يريد نهيهم عن ذلك؛ ولكن يريد كشف حاله لهم، وبيان عاقبة أمره فيهم. ثم أقبل على الضبع فقال: أبشري يا أم عامرٍ، فإنك تأكلين مني. ويكون هذا في تحويل الكلام عن شيءٍ إلى آخر، كقول الله عز وجل: " يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين "، فاعلم ذلك تنتفع به إن شاء الله. ويقال بشرته فأبشر، كما يقال فطرته فأفطر. ويقال بشرته بالتخفيف بمعنى بشرته، فاستبشر. وحكى أبشرته أيضاً.
إذا احتملوا رأسي وفي الرأس أكثري ... وغودر عند الملتقى ثم سائري
إذا ظرفٌ لقوله تقبروني، أو لما دل عليه اللفظ والحال، وقد جعل خبراً للمبتدأ الذي بعد لكن، وهو قوله أبشري أم عامر من يأكلني أو يتولى أمري. ويجوز أن يكون ظرفاً لقوله أبشري في القول الثاني. وإنما قال " وفي الرأس أكثري " لأن الحواس خمسٌ، وأربعٌ منها في الرأس: البصر للمرئيات، والأذن للمسموعات، والأنف للمشمومات، والفم للمذوقات. وقد اعترض به بين المعطوف والمعطوف عليه، وساغ ذلك لأنه يسدد المعنى المطلوب ويؤكده. وقوله " وغودر عند الملتقى ثم سائري "، يروى بفتح الثاء ويكون ظرفاً وإشارة إلى المعركة ومزدحم الناس. والتقدير وغودر ثم سائري حيث التقى القوم بعد أن حمل رأسه لشهرته، أو ليعلم به إيتان القتل عليه. ويروى " ثم " بضم الثاء ويكون حرف العطف عطف به سائري على المضمر في غودر، والمعنى غودر رأسه ثم سائره حيث التقى القوم للنظارة.

اسم الکتاب : شرح ديوان الحماسة المؤلف : المرزوقي    الجزء : 1  صفحة : 348
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست