responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح ديوان الحماسة المؤلف : المرزوقي    الجزء : 1  صفحة : 291
هذا يشهد لما اخترناه في تفسير ما قبله، فيقول: وإذا دعاني الجار إلى بيته يكرمني ببره، ويشركني في خيره، لا أنصرف عنه والطمع فيه بحاله، والاستغنام للحقير من ماله وطعامه على حده، انصراف العير عن الماء وقد غمره الورود. والتغمير كالتصريد، وهو شربٌ دون الري ومنه الغمر: القدح الصغير، وقال الخليل: يتكايل به الماء في المهامه. وأنشد:
تكفيه حزه فلذٍ إن ألم بها ... من الشواء ويروى شربه الغمر
وقيل في غمره معناه أرواه من الغمر: الماء الكثير، فيكون المعنى: إني لا أتهالك على طامه فعل المنهوم الخسيس الهمة فاتضلع، لكني آكل أكلاً كريماً. وهذا المعنى أقرب عندي.
ولا ملقٍ لذي الودعات سوطى ... ألاعبه وريبته أريد
هذا مثل قول الآخر:
لا آخذ الصبيان ألثمهم ... والأمر قد يغري به الأمر
وفي طريقته أيضاً قول الآخر:
أحب صبي السوء من أجل أمه ... وأبغضه من بغضها، وهو حادر
أي حسن الخلق: يصف عفته فيقول: لا ألقي سوطي بين يدي الصبي الذي في عنقه عوذٌ وتمائم لصغره، ألاعبه في الظاهر، وأضمر التودد إلى أمه وأطلب الخلوة بها لاشتغاله. وهذا إذا رويت: " وربته أريد "، وقوله ألاعبه في موضع الحال. ويروى: " وريبته " وهو أكشف. ورأيت من يقصر الأبيات الثلاثة على صفة العفة عن الجارات، وأن يكون كل بيتٍ منها لمعنىً أحسن وأولى.

وقال محمد بن عبد الله الأزدي
لا أدفع ابن العم يمشي على شفاً ... وإن بلغتني من أذاه الجنادع

اسم الکتاب : شرح ديوان الحماسة المؤلف : المرزوقي    الجزء : 1  صفحة : 291
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست