responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح ديوان الحماسة المؤلف : المرزوقي    الجزء : 1  صفحة : 289
وهديه. وقال في التشميت بالشين معجمة: كأنه التثبيت من الشوامت وهي القوائم. يقول: يكفيك من الشر الراتب بيننا أنه لا ترد تحية الواحد منا - يريد جواب تسليمه - وإن كان الالتقاء معه عن عفر كالالتقاء مع الأجانب والغرباء، وأنه إذا عطس واحدٌ لا يتلقى بالدعاء له على ما استمر وعرف من عادة الناس في تناديهم وتجاورهم. وقوله " كفى بيننا " هو بين الذي كان ظرفاً، فنقله إلى باب الأسماء. ومثله قول الله عز وجل: " لقد تقطع بينكم " وقال الشاعر:
كأن رماحهم أشطان بئرٍ ... بعيد بين جاليها جرور
ويجوز أن يروى " أن لا ترد " بالرفع، وكذلك " ولا يشمت " على أن تجعل أن مخففةً من الثقيلة. ويكون المراد أنه لا ترد تحيةٌ. ومثله قوله تعالى: " أفلا يرون أن لا يرجع "، بالنصب والرفع.

وقال عقيل بن علفة
نتاهوا واسألوا ابن أبي لبيدٍ ... أأعتبه الضبارمة النجيد
يقول: كفوا عما أنتم عليه من تهييج الشر، وأمسكوا عن الشر في تأريث نار الحرب، واسألوا هذا الرجل: هل أرضاه الأسدى القوي الغليظ الشديد لما تحكك به، وهل وفاه ما استحقه عليه. كأنه جعل إنزاله السوء به والزيادة عند تكرهه له إعتاباً، على التهكم والسخرية. ومثله في ذلك قول بشرٍ:
غضبت تميمٌ أن تقتل عامرٌ ... يوم النسار فأعتبوا بالصيلم
والضبارمة، قال الخليل: هو الجرئ على الأعداء. وسمي الأسد ضبارماً. قال: ويقال هو الأسد الوثيق الخلق، المكتنز اللحم. ويجوز عندي أن يكون من معنى المضبر لا من لفظه، فيكون من باب دمثٍ ودمثرٍ، ودلامصٍ ودلاصٍ وسبطٍ وسبطرٍ. والنجيد: ذو النجدة، وهي البأس والشدة.
ولستم فاعلين إخال حتى ... ينال أقاصى الحطب الوقود

اسم الکتاب : شرح ديوان الحماسة المؤلف : المرزوقي    الجزء : 1  صفحة : 289
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست