responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح ديوان الحماسة المؤلف : المرزوقي    الجزء : 1  صفحة : 242
وهذا كما يقال: زال السرج عن المعد وبلغ الحزام الطبيين وما أشبههما. والمعنى إلى أن يزلق الرجل عن مقره فلا يثبت في النعل، والمعنى إلى أن يبلغ الأمر كل مبلغٍ فظيع.
ولا يخيم اللقاء فارسهم ... حتى يشق الصفوف من كرمه
يقول: ولا يجبن عن اللقاء فارسهم فيحجم، ولا يضعف دونه فيحار، بل يقدم إقداماً تخرق الصفوف به عزة نفسٍ، وكرم عرقٍ. واللقاء ينتصب على المفعول، الأصل عن اللقاء، فلما حذف حرف الجر تخفيفاً وصل الفعل فعمل. ويجوز أن يكون ظرفاً كمطلع الشمس، أراد وقت اللقاء: وقوله " حتى شق الصفوف " يريد إلى أن يشقها كرماً منه، كأنه لا يرضى بأدون المنزلتين في اللقاء لنفسه، بل يأبى إلا النهاية والغلو. ويقال خام الرجل يخيم، إذا كاد كيداً فلم يفلح فيه، أو تقدم في الحرب فنكص ولم يظفر. قال الشاعر، وأنشده الخيل:
رموني عن قسى الزور حتى ... أخامهم الإله بها فخاموا
ويجوز أن يكون قولهم خيم بالمكان، إذا أقام، والخيمة واحدة الخيام، منه أخذا.
وما برح التيم يعتزون وزر ... ق الخط تشفي السقيم من سقمه
ما برح وما زال بمعنىً، وليس هذا من البراح من المكان. ألا ترى أن الله قال: " لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين ". ومحالٌ أن يبلغ هذا الموضع، وهو لم يبرح من مكانه. وكأن الكلمة في اللغة تدل على معنى المجاوزة، ولذلك قيل:
أبرحت رباً وأبرحت جاراً

اسم الکتاب : شرح ديوان الحماسة المؤلف : المرزوقي    الجزء : 1  صفحة : 242
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست