responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح ديوان الحماسة المؤلف : المرزوقي    الجزء : 1  صفحة : 217
عثمان المازني قال: لولا اشتهار موده وكثرته لرددته. ومثله:
أنا الذي سمتن أمي حيدره
ولكنني إن دام دمت وإن يكن ... له مذهبٌ عني فلى عنه مذهب
يقول: أملك نفسي وودي في مصادقة الأخلاء، فإن داموا لي على العهد دمت لهم، ولزمت الوفاء معهم، وإن رأوا ذهاباً عني وميلاً إلى غيري ذهبت عنهم، وملت إلى غيرهم. ويروى: ولكنني ما دام دمت ويكون موضع ما دام ظرفاً، وخبر لكن دمت. وفي الأولى يكون الجزاء وجوابه خبراً. وفي طريقته قول لبيد:
فاقطع لبانة من تعرض وصله ... ولخير واصل خلةٍ صرامها
ألا إن خير الود ودٌ تطوعت ... به النفس لا ودٌ أتى وهو متعب
يقول: خير الود ما جاء عفواً من غير جهدٍ، ولا إكراه نفس وطبع، بل يبعثه الميل، ويحكمه الخلوص؛ فأما المتعب من المودات، والمشوب بالتعمل والتكلف، فلا طائل فيه. ومثله قول بعضهم:
ولا خير في ود امرىءٍ متكارهٍ ... عليك ولا في صاحبٍ لا توافقه
وقول الآخر:
إذا أنت لا يثنيك إلا شفاعةٌ ... فلا خير في ودٍ يكون بشافع

وقال أبو حنبلٍ الطائي
لقد بلاني على ما كان من حدثٍ ... عند اختلاف زجاج القوم سيار

اسم الکتاب : شرح ديوان الحماسة المؤلف : المرزوقي    الجزء : 1  صفحة : 217
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست