17-
كأنّ جَناحَي مَضْرَحيٍّ تَكَنّفَا ... حِفافيهِ شُكَّا في العَسيبِ بِمَسْرَدِ
المضرحي: الأبيض من النسور، وقيل: هو العظيم منها. التكنف: الكون في كنف الشيء وهو ناحيته. الحفاف: الجانب، والجمع الأحفة. الشك: الغرز. العسيب: عظم الذنب، والجمع العُسُب. والمسرد المسراد: الإشفى[1]، والجمع المسارد والمساريد.
يقول: كأن جناحي نسر أبيض غرزًا بإشفى في عظم ذنبها فصارا في ناحية، شبه شعر ذنبها بجناحي نسر أبيض في الباطن.
18-
فَطَوْرًا بهِ خَلْفَ الزّميلِ وَتَارَةً ... على حَشَفٍ كالشّنّ ذاوٍ مُجَدَّدِ
قوله: فطورًا به، يعني فطورًا تضرب بالذنب، الزميل: الرَّديف، الحشف: الأخلاف التي جف لبنها فتشنجت، الواحدة حشفة، وهو مستعار من حشف التمر أو من الحشيف وهو الثوب الخلِق. الشنّ: القربة الخلق[2]، والجمع الشنان. الذوي: الذبول، والفعل ذوى يذوي وذوي يذوى لغة أيضًا. المجدد الذي جُدّ لبنه أي قطع.
يقول: تارة تضرب هذه الناقة ذنبها على عجزها خلف رديف راكبها وتارة تضرب على أخلاف متشنجة خلقة كقربة بالية وقد انقطع لبنها.
19-
لها فَخِذَانٍ أُكْمِلَ النّحْضُ فيهما ... كَأَنَّهما بابا مُنيفٍ مُمَرَّدِ
النحض: اللحم. وقوله بابا منيف، أي: بابا قصر منيف، فحذف الموصوف والمنيف: العالي، والإنافة العلو. الممرد: المملس، من قولهم: وجه أمرد وغلام أمرد لا شعر عليه، وشجرة مرداء لا ورق لها، والممرد المطول أيضًا، وقد أُوِّل قوله تعالى: {صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِير} [النمل: 44] بهما.
يقول: لهذه الناقة فخذان أكمل لحمهما فشابها مصراعي باب قصر عالٍ مملس أو مطوّل في العرض
20-
وَطَيٍّ مَحالٍ كالْحَنيّ خُلُوفُهُ ... وأَجْرِنَةٌ لُزّتْ بدَأيٍ مُنَضَّدِ [1] الإشفى: المثقب. [2] الخلق: البالي.