موته بالجدري:
وقد ذكر نونوز المؤرخ أن يوستينيانس قلده إمرة فلسطين. إلا أنه لم يسعَ في
امرؤ القيس في تواريخ الروم:
وقد جاء ذكر امرئ القيس في تواريخ الروم: مثل نونوز وبركوب وغيرهما، وهم يسمونه قيسًا. وقد ذكروا أنه قبل وروده على قيصر يوستينيانس، أرسل إليه وفدًا يطلب منه النجدة على بني أسد وعلى المنذر ملك العراق، وكان مع الوفد ابنه معاوية، سيَّره امرؤ القيس إلى قيصر ليبقى عنده كرهن، فكتب قيصر إلى النجاشي يأمره أن يجند الجنود ويسير إلى اليمن ويعيد الملك لصاحبه. ولعل هذا الوفد أرسله امرؤ القيس لَمّا كان عند بني طيئ. وطال عندهم مكثه.
ثم أخبر المؤرخون المومأ إليهم أن امرأ القيس لم يلبث أن سار بنفسه إلى قسطنطينية فرغبه قيصر ووعده.
الضلّيل لتشرده، في تنقله من قبيلة إلى أخرى، وقال في ذلك قصيدة مطلعها:
تأوَّبَني دائي القَديم فَغَلَّسَا ... أُحَاذِرُ أن يَرتَدَّ دائي فأُنْكَسَا
قال: فلما صار إلى بلدة من بلاد الروم تدعى أنقرة احتضر بها فقال:
رب طعنة مُثَعَنْجِرة ... وجفنة متحيرة1
وقصيدة متخيرة ... تَبقَى غدًا في أنقرة
ورأى قبر امرأة من أبناء الملوك ماتت هناك فدفنت في سفح جبل يقال له عسيب، فسأل عنها فأخبر بقصتها فقال:
أجارتنا إن المزار قريب ... وإني مقيم ما أقام عسيب
أجارتنا إن غريبان ههنا ... وكل غريب للغريب نسيب
ثم مات فدفن إلى جنب المرأة فقبره هناك.
1 مثعنجرة: يسيل منها الدم. الجفنة: القصعة الكبيرة. متحيرة: مملوءة.