responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح المعلقات السبع المؤلف : الزوزني، أبو عبد الله    الجزء : 1  صفحة : 207
[2]- إنشاده لمعلقته
يروي ابن الأنباري والخطيب التبريزي قصة إنشاد عمرو بن كلثوم لمعلقته، فيقولان: "جاء ناس من بني تغلب إلى أبي بكر بن وائل يستسقونهم، فطردتهم بكر[1]، للحقد الذي كان بينهم، فرجعوا فمات منهم سبعون رجلًا عطشًا، ثُمَّ إن بني تغلب اجتمعوا لحرب بكر بن وائل، واستعدت لهم بكر. حتى إذا التقوا كره كلٌّ صاحبه، وخافوا أن تعود الحرب بينهم كما كانت، فدعا بعضهم بعضًا إلى الصلح، فتحاكموا في ذلك إلى عمرو بن هند. فقال عمرو: ما كنت لأحكم بينكم، حتى تأتوني بسبعين رجلًا[2] من أشراف بكر بن وائل، فأجعلهم في وثائق عندي، فإن كان الحق لبني تغلب دفعتهم إليهم، وإن لم يكن لهم حق خليت سبيلهم، ففعلوا، وتواعدوا ليوم بعينه يجتمعون فيه. فقال الملك لجلسائه: من ترون تأتي به تغلب لمقامها هذا؟ فقالوا: شاعرهم وسيدهم عمرو بن كلثوم. قال: فبكر بن وائل؟ فاختلفوا عليه، وذكروا غير واحد من أشراف بكر بن وائل. قال: كلا، والله، لا تفرج بكر بن وائل إلا على الشيخ الأصم، يعثر في ريطته[3]، فيمنعه الكرم من أن يرفعها قائده، فيضعها على عاتقه. فلما أصبحوا، جاءت تغلب يقودها عمرو بن كلثوم، حتى جلس إلى الملك.
وقال الحارث بن حلِّزة لقومه: إني قد قلت خطبة، فمن قام بها ظفر بحجته، وفَلَج[4] على خصمه. فروّاها ناسًا منهم. فلما قاموا بين يديه لم يرضهم. فحين علم أنه لا يقوم بها أحد مقامه. قال لهم: والله إني لأكره أن آتي الملك، فيكلمني من وراء سبعة ستور، وينضح أثري بالماء إذا انصرفت عنه -وذلك لبرص كان به- غير أني لا

[1] وقيل: دلّوهم على متاهة ضلوا فيها فهلكوا، وقيل: إن سَمَّوما أصابتهم في طريقهم فأبادتهم.
[2] كذا، وهم مائتان كما في رواية أخرى أثبتها ابن الأنباري والتبريزي نفسهما "راجع ابن الأنباري: شرح القصائد السبع ص 368، والتبريزي: شرح القصائد العشر. ص 368"، وهم مائة وستون كما في رواية ثالثة أثبتها ابن الأنباري والتبريزي أيضًا "شرح القصائد السبع , ص 478؛ وشرح القصائد العشر. ص 392". وراجع الأغاني 11/ 37 وما بعدها.
[3] الرَّيطة: الثوب الأبيض الرقيق.
[4] فلج: ظفر، وانتصر.
اسم الکتاب : شرح المعلقات السبع المؤلف : الزوزني، أبو عبد الله    الجزء : 1  صفحة : 207
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست