الذيم والذام: العيب.
يقول: ورب مقامة أو قبة أو دار كثرت غرباؤها وغاشيتها وجهلت، أي لا يعرف بعض الغرباء بعضًا، ترجى عطاياها ويخشى عيبها، يفتخر بالمناظرة التي جرت بينه وبين الربيع بن زياد في مجلس النعمان بن المنذر ملك العرب، ولها قصة طويلة؛ وتحرير المعنى: رب دار كثرت غاشيتها؛ لأن دور الملك يغشاها الوفود، وغرباؤها يجهل بعضها بعضًا، وترجى عطايا الملوك، وتخشى معايب تلحق في مجالسها.
71-
غُلْبٍ تَشَذَّرُ بِالذُحولِ كَأَنَّها ... جِنُّ البَدِيِّ رَواسِيًا أَقدامُها
الغُلب: الغلاظ الأعناق. التشذّر: التهدد. الذحول: الأحقاد، الواحد ذحل. البدي: موضع. الرواسي. الثوابت.
يقول: وهم رجال غلاظ الأعناق كالأسود، أي خلقوا خلقة الأسود، يهدد بعضهم بعضًا بسبب الأحقاد التي بينهم، ثم شبههم بجنّ هذا الموضع في ثباتهم في الخصام والجدال، يمدح خصومه، وكلما كان الخصم أقوى وأشد كان قاهره وغالبه أقوى وأشد.
72-
أَنكَرتُ باطِلَها وَبُؤتُ بِحَقِّها ... عِندي وَلَم يَفخَر عَلَيَّ كِرامُها
باء بكذا: أقرَّ به، ومنه قولهم في الدعاء: أبوء لك بالنعمة أي أُقِرّ.
يقول: أنكرت باطل دعاوى تلك الرجال الغلب وأقررت بما كان حقها منها عندي، أي في اعتقادي ولم يفخر عليّ كرامها، أي لم يغلبني بالفخر كرامها، من قولهم: فاخرته ففخرته، أي غلبته بالفخر وكان ينبغي أن يقول: ولم تفخرني كرامها، ولكنه ألحق عليّ حملًا على معنى: ولم يتعالَ عليّ ولم يتكبر عليَّ.
73-
وَجَزورِ أَيسارٍ دَعَوْتُ لِحَتْفِها ... بِمَغالِقٍ مُتَشابِهٍ أَجسامُها
الأيسار: جمع يسر وهو صاحب الميسر. المغالق: سهام الميسر: سميت بها لأنَّ بها يغلق الخطر، من قولهم: غلق الرهن يغلق غلقًا[1]، إذا لم يوجد له تخلص وفكاك [1] الغلق: استحقاق الرهن.