فَلاعَبَ أَطْرَافَ الأَسنَّة عَامِرٌ ... فراح له حظُّ الكتيبة أجمع1
وأم لبيد تامرة[2] بنت زنباع العبسية إحدى بنات جذيمة بن رواحة[3]. ولبيد أحد شعراء الجاهلية المعدودين فيها والمخضرمين ممن أدرك الإسلام، وهو من أشراف الشعراء المجيدين الفرسان القُرَّاء الْمُعَمّرين. يقال: إنه عمّر مائة وخمسًا وأربعين سنة[4]. وولد حوالي سنة 560م[5]. لَمّا قتل والده كان لبيد ما يزال غلامًا صغير السن، فتكفل أعمامه -بنو أم البنين- بتربيته، وإلى هذه الكفالة يشير بقوله:
لعبت على أكتافهم وحجورهم ... وليدًا وسَمّوني لبيدًا وعاصمًا
ويذكر لبيد نفسه أنَّ والدته تامرة نشأت يتيمة في حجر الربيع بن زياد، وتزوجت أوَّلًا قيس بن جزء بن خالد بن جعفر فولدت له أربد، ثُمّ خلفه عليها ربيعة فولدت لبيد. وعلى هذا فإن أربد يكون أكبر سنًّا من لبيد. وكان أربد يعطف كثيرًا على أخيه الأصغر لبيد. وقد أعجب لبيد فيما بعد بفتوة أخيه من إمعانه في الفروسية والكرم إلى إقباله على لذّتَيّ الجاهلية: الخمر والميسر. يفتخر لبيد في أرجوزة له بقوله: "نحن بنو أم البنين الأربعة"، وأم البنين هذه هي ليلى بنت عمرو بن عامر فارس الضحياء، تزوّجها مالك بن جعفر فولدت له خمسة من الأبناء -لا أربعة كما قال لبيد- وهم: عامر بن مالك ملاعب الأسنة والطفيل فارس قرزل، وسلمى نزال المضيق، ومعاوية معوّد الحكماء، وربيعة الذي عُرف بلقب ربيعة المقترين، أو ربيع المقترين وهو والد لبيد يفتخر به في شعره، دون أن يعرفه إلا عن طريق الذكريات التي كان يقصها عليه أعمامه وأهله؛ لأن ربيعة قتل، كما ذكرنا سابقًا، ولبيد إذا ذاك صغير السن.
1 أبو الفرج الأصبهاني، الأغاني، ج15، ص291. [2] ويروى: تامر. [3] أبو الفرج الأصبهاني، الأغاني، ج15، ص291. [4] أبو الفرج الأصبهاني، الأغاني، ج15،ص291. [5] بروكلمان، تاريخ الأدب العربي، ج1، ص145.
2- بعض أخباره:
من مواقف لبيد الأولى مشاركته لقومه بني جعفر في الارتحال عن ديارهم