عقلت القتيل: وديته، وعقلت عن الرجل أعقل عنه أديت عنه الدية التي لزمته، وسميت الدية عقلًا لأنها تعقل الدم عن السفك أي تحقنه وتحبسه، وقيل بل سميت عقلًا؛ لأن الوادي كان يأتي بالإبل إلى أفنية القتيل فيعقلها[1] هناك بعقلها، فعقل على هذا القول بمعنى المعقول، ثم سميت الدية عقلًا وإن كانت دنانير ودراهم، والأَصل ما ذكرنا. طلعت الثنية وأطلعتها: علوتها. المخرم: منقطع أنف الجبل والطريق فيه، والجمع المخارم.
يقول: فكل واحد من القتلى أرى العاقلين يعقلونه بصحيحات إبل تعلو في طرق الجبال عند سَوْقها في أولياء المقتولين.
44-
لَحيٍّ حِلالٍ يَعْصِمُ الناسَ أَمْرُهُمْ ... إذا طَرَقَتْ إحدى الليالي بِمُعظَمِ
حلال: جمع حال مثل صاحب وصحاب وصائم وصيام وقائم وقيام، يعصم: يمنع. الطروق: الإتيان ليلًا، والباء في قوله بمعظم يجوز كونه بمعنى مع وكونه للتعدية. أعظم الأمر أي سار إلى حال العظم، كقولهم: أجز البر وأجد التمر وأقطف العنب، أي: يعقلون القتلى لأجل حي نازلين يعصم أمرهم جيرانهم وحلفاءهم إذا أتت إحدى الليالي بأمر فظيع وخطب عظيم، أي إذا نابتهم نائبة عصموهم ومنعوهم.
45-
كِرَامٍ فَلا ذو الضِّغْنِ يُدْرِكُ تَبْلَهُ ... وَلا الجارِمُ الْجَاني عليهمْ بِمُسْلَمِ
الضغن والضغينة واحد: وهو ما استكن في القلب من العداوة، والجمع الأضغان والضغائن. التبل: الحقد، والجمع التبول، الجارم والجاني واحد والجارم: ذو الجرم، كاللابن والتامر بمعنى ذي اللبن وذي التمر. الإسلام: الخذلان.
يقول: لحي كرام لا يدرك ذو الوتر[2] وتره عندهم ولا يقدر على الانتقام منهم من ظلموه وجنى عليهم من فتيانهم وحلفائهم وجيرانهم.
46-
سَئِمْتُ تَكَاليفَ الْحَياةِ وَمَنْ يعشْ ... ثَمَانِينَ حَوْلًا لَا أَبا لَكَ يَسْأَمِ [1] يعقلها: يربطها لتبقى باركة. [2] الوِتر: الثأر.