النّشدان: طلب المفقود، الإغفال: الترك. الحمولة: الإبل التي تطيق أن يحمل عليها. معبد: أخوه.
يقول: يلومني على غير شيء قلته وجناية جنيتها، ولكنني طلبت إبل أخي ولم أتركها، فنقم ذلك مني وجعل يلومني، وقوله: غير أنني، استثناء منقطع تقديره ولكنني.
72-
وَقَرّبْتُ بِالقُرْبَى وَجَدِّكَ إنَّنِي ... مَتَى يَكُ أَمْرٌ للنكيثَةِ أَشْهَدِ
القربى: جمع قربة، وقيل: هو اسم من القرب والقرابة، وهو أصح القولين، النكيثة: المبالغة في الجهد وأقصى الطاقة، يقال: بلغت نكيثة البعير أي أقصى ما يطيق من السير.
يقول: وقربت نفسي بالقرابة التي ضَمَّنا حبلها ونظمنا خيطها، وأُقسمُ بحظك وبختك أنه متى حدث له أمر يبلغ فيه غاية الطاقة ويبذل فيه المجهود أحضره وأنصره.
73-
وَإِنْ أُدْعَ للجُلّى أَكُنْ مِنْ حُماتها ... وإنْ يأتكَ الأعداءُ بالْجَهدِ أجهَدِ
الْجُلَّى: تأنيث الأجل، وهي الخطة العظيمة، والجلاء بفتح الجيم والمد لغة فيها. الحماة: جمع الحامي من الحماية.
يقول: وإن دعوتني للأمر العظيم والخطب الجسيم أكن من الذين يحمون حريمك، وإن يأتك الأعداء لقتالك أجهد في دفعهم عنك غاية الجهد، والباء في قوله بالجهد زائدة.
74-
وإن يقذِفوا بالقذعِ عِرْضَكَ أسقهمْ ... بكأسِ حياضِ الْمَوتِ قبلَ التهدّدِ
القَذْعُ والقَذَعُ: الفحش. العرض: موضع المدح والذم من الإنسان، قاله ابن دريد، وقد يفسر بالحسب، والعرض النفس، ومنه قول حسان: [الوافر] :
فإن أبي ووالده وعرضي ... لعرض محمد منكم وقاء
أي: نفسي فداء، والعرض: العرق وموضع العرق، والجمع الأعراض في جميع الوجوه، التهدد والتهديد: واحد. القذف: السب.
يقول: وإن أساء الأعداء القول فيك وأفحشوا الكلام، أوردتهم حياض الموت