اسم الکتاب : شرح أدب الكاتب المؤلف : ابن الجواليقي الجزء : 1 صفحة : 256
تحت القدر وصلاها احتراقها بالنار ويروى وركودها ثبوتها وإقامتها وقوله ككما يؤثفين أي مثل ما نصبن أثافي لم يزلن والكاف الأولى زائدة وكان حقه أن يقول يثفين ولكنه أخرجه على الأصل لأن الأصل أن يقال في مستقبل أكرم أأكرم فكر هو اجتماع همزتين فحذفوا إحداهما ثم اتبعوا باقي حروف المضارعة الهمزة لئلا يختلف الباب ويقال أثفيت الأثفيّة إذا نصبتها واثفتها وثفيتها. قال أبو محمد وأنشد القسم بن معن يصف طريقا:
علي كالخنيف السحق يدعو به الصدى ... له قلب عفى الحياض أجون
قوله كالخنيف أي على طريق كالخنيف وهو ثوب يتخذ من كتان غليظ والسحق البالي وشبه الطريق به لدروسه وقلة من يسلكه والصدى ذكر البوم وإنما تسكن البوم في المواضع الخالية والقلب جمع قليب وهو البئر مطوية كانت أو غير مطوية وسميت قلبيا لأنها قلب ترابها والعفي جمع عاف وهو الدارس والأجون التي تغير ماؤها من طول مكثه ويروى له قلبٌ عاديةٌ وصحون والعادية القديمة والصحون جمع صحن وهو ساحة وسط الفلاة ونحوها من متون الأرض ويروى له صدد ورد التراب دفين وصدد الطريق ما استقبلك منه وورد التراب الذي لونه إلى الحمرة والدفين المدفون العافي.
دخول بعض الصفات مكان بعض "
أنشد أبو محمد على أنّ في مكان على:
وهم صلبوا لعبديّ في جذع نخلة ... فلا عطست شيبان إلا بأجدعا
العبدي منسوب إلى عبد العيس وقوله بأجدعا أي بأنف مجدوع وهو المقطوع وروى لي هذا البيت عن ابن دريد:
ونحن صلبنا الرأس في جذع نخلة.
أي على جذع نخلة قال وهو لامرأة قد دعت عليهم.
وأنشد أبو محمد لعنترة العبسي:
بطل كأن ثيابه في سرحة ... يحذى نعال السبت ليس بتوأم
اسم الکتاب : شرح أدب الكاتب المؤلف : ابن الجواليقي الجزء : 1 صفحة : 256