اسم الکتاب : شرح أدب الكاتب المؤلف : ابن الجواليقي الجزء : 1 صفحة : 232
" أفعلته ففعل " قال أبو محمد " قد جاء في هذا انفعل وافتعل قال الكميت ":
ولن أخبر جاري من حليلته ... عما تضمنت الأبواب والكلل
ولن أبيت من الأسرار هينمة ... على دقارير أحكيها وافتعل Hأن
لا خطوتي تتعاطى غير موضعها ... ولا يدي في حميت السكن تندخل
يمدح نفسه بالعفة في الفرج واللسان يقول لا أصف امرأة جاري في الشعر فيسمع بذلك زوجها ولا أذكر عما تضمنت أبواب بيتها وكللها أي لا أخبر عن أخبار داخل بيتها والكلل جمع كلة وهي الستر والكلة أيضا غشاء من ثوب رقيق يتوقى به من البعوض والذباب وغير ذلك ولا أصنع حديثاً لا أصل له من الوقيعة في الناس وإشاعة الحديث السيء عنهم تخرضاً والهينمة الكلام الخفي والدقارير الدواهي واحدها دقرارة وقوله لا خطوتي تتعاطى غير موضعها أي لا أتخطى أفنية الجيران على الوجه المكروه والحميت زق السمن والعسل والسكن أهل الدار وهذا مثل.
وأنشد بيتا للفرزدق قبله:
أنى بني لي دارم عادية ... في المجد ليس أرومها بمذال
وأبي الذي ورد الكلاب عشية ... بالخيل تحت عجاجها المنجال
دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم وهو جد الفرزدق وأراد بالعادية الشرف القديم والأروم الأصل والمذال المهان ويروى بمزال أي بمنحى عن موضعه وقوله وأبي الذي ورد الكلاب هو جده سفيان بن مجاشع كان في الكلاب الأول مع شرحبيل المقتول ابن الحارث بن عمرو آكل المرار وقتل مع سفيان يومئذ ابنه مرة ومسوما معلما والسومة العلامة والمنجال الجائل وهو المقبل والمدبر وقيل المنجال المنكشف انجالت السحابة وانجابت أي انفرجت والعجاج الغبار.
اسم الکتاب : شرح أدب الكاتب المؤلف : ابن الجواليقي الجزء : 1 صفحة : 232