اسم الکتاب : شرح أدب الكاتب المؤلف : ابن الجواليقي الجزء : 1 صفحة : 198
باب الافعال
قال أبو محمد " وبدّن الرجل إذا أسنّ وهو رجل بدن " قال الأسود ابن يعفر:
هل لشباب فات من مطلب ... أم ما بكاء البدن الاشيب
هذا استفهام على سبيل التفجع والتوجع لفقد الشباب يقول هل لما مضى مرّد وقوله من مطلب أي من وجه يطلب فيه ثم رجع على نفسه يوبخها ويعاتبها فقال أم ما بكاء البدن الاشيب أي لايحسن بالكبير أن يبكي تحسرا على فقد الشباب.
وقال أبو محمد " زغت الناقة عطفتها قال ذو الرمة ":
كأن رجليه رجلا مقطف عجل ... إذا تجاوب من برديه ترنيم
وخافق الرأس فوق الرحل قلت له ... زغ بالزمام وجوز الليل مركوم
قوله كأن رجليه أي رجلا الجندب الذي ذكره في قوله يضحي بها الارفش وهو الجراد رجلا مقطف أي رجلا صاحب بعير قطوفٍ او برذونٍ أو حمار شبه ضرب رجليه على الارض بضرب رجل المقطف بعيره وهو عجل وأراد ببرديه جناحيه وترنيم صوت وخافق الرأس يريد وربّ رجل يخفق رأسه من النعاس وشدة السير ويروى مثل السيف وشبهه بالسيف في مضائه وزغ أي اعطف ويروى زع أي كف وجوز الليل معظمه ووسطه والمركوم الذي تراكمت ظلمته بعضها على بعض يخاطب رفيقه بذلك.
قال أبو محمد " فان قتله عشق النساء أو الجن فليس يقال فيه الا اقتتل قال ذو الرمة ":
اذا ما امرؤ حاولن أن يقتتلنه ... بلا إحنة بين النفوس ولا ذحل
تبسّمن عن نور الاقاحي في الثرى ... وفترن من أبصار مضروجة نجل
حاولن اجتهدن في قتله يعني النساء والاحنة الحقد والذحل الوتر والطائلة وتبسمن جواب إذا والتبسم أول الضحك والنور من الزهر الابيض والاقحوان البابونج ونوره يشبه به الثغر شبه ثغورهن بنوره وفترن أي ضعفن ومضروجة واسعة الضرج أي واسعة شق العين ونجل واسعات العيون ويروى كحل.
قال أبو محمد " تأيّبت بالتشديد والقصر تحسبت " وأنشد للكميت:
قف بالديار وقوف زائر ... وتأيّ انك غير صاغر
اسم الکتاب : شرح أدب الكاتب المؤلف : ابن الجواليقي الجزء : 1 صفحة : 198