اسم الکتاب : شرح أدب الكاتب المؤلف : ابن الجواليقي الجزء : 1 صفحة : 143
الخاصرتان ويروى ولا صغل في معنى سغل والدواء ما يداوى به الفرس في تضميره والقفية ما يؤثر به الصبي والضيف يقال أفقيته بكذا وكذا إذا آثرته به وهو مقفى به إذا كان مؤئرا به ومربوب نعت لحت تقديره من كل حت مربوب وهو الذي قد ربى وقيم على إصلاحه وتعهده ولم يترك يرود لكرامته على أهله.
قال أبو محمد " والسفافي البغال والحمير محمود قال الراجز " هو دكين ابن رجاء الفقيمي يمدح عمر بن هبيرة:
جاءت به معتجرا ببرده ... سفواء تردى بنسيج وحده
مستقبلا ريح الصبا بخده ... تقدح قيس كلها بزنده
من تلقه من بسطل يرده ... وكلهم أن تلقه يفده
المعتجر الذي يلفّ العمامة على رأسه من غير أن يديرها تحت الحنك وتردى تعد وقوله بنسيج وحده معناه بالرجل الذي لا نظير له ووحده هنا جر بالإضافة ولا يضاف وحده في شيء من الكلام إلا في ثلاثة مواضع موضع في المدح وهو هذا وموضعان في الذم وهما جحيش وحده وعيير وحده وهو فيما عدا هذه المواضع منصوب أبدا على معنى المصدر وقوله مستقبلا ريح الصبا بخده معناه أن العرب كانت تطعم عند هبوب الصبا كما قالت:
إذا هبت رياح أبي عقيل ... دعونا عند هبتها الوليدا
ورياح أبي عقيل هي الصبا وأبو عقيل كنية لبيد بن ربيعة يقول يستقبل هبوبها بشروجه وقوله تقدح قيس كلها بزنده أي كلهم يسعون بجده وينتفعون برفده والبطل الشجاع لأنه تبطل عنده دماء الأقران وقوله يسرنده أي يغلبه ويعلوه وقوله يفده تقول فدتك نفسي أي كانت فداءك من السوء.
وقول أبي محمد " السفافي البغال والحمير محمود " هذا غلط لأنه توهم أن السفافي الخيل والبغال والحمير شيء وإنه خفة الناصبة فيها وليس الأمر كما توهم السفافي الخيل خفة الناصبة وهو مذموم وفي البغال خفة المشي وهو محمود حكى أبو عبيد عن الأصمعي قال السفواء من البغال السريعة ومن الخيل الخفيفة الناصبة وأنشد البيت الذي أنشده أبو محمد والسفا من الياء
اسم الکتاب : شرح أدب الكاتب المؤلف : ابن الجواليقي الجزء : 1 صفحة : 143