اسم الکتاب : شرح أدب الكاتب المؤلف : ابن الجواليقي الجزء : 1 صفحة : 121
النار على وزن لا لا كرم. قال أبو محمد وكان الدليل بالفلاة ربما أخذ التراب فشمه ليعلم أعلى قصدٍ هو أم على جور ثم كثر ذلك حتى سمعوا البعد مسافة وأنشد لرؤية:
تنشّطته كل مغلاة الرهق ... مسودة الأعطاف من وشم العرق
مضبورة قرواء هر جاب فنق ... مائرة الضبعين مصلات العنق
إذا الدليل استاف ألاق الطرق يصف ناقة والنّشط سرعة المشي يقول رمت بيديها ثم ردتها سريعاً إلى صدرها أي أسرعت المشي في هذا المهمه. والهاء في تنشطه راجعة إلى المهمة وأصل النشط الجذب. والمغلاة السريعة السير من الغلو وهو بعد الخطوة ويقال المغلاة الناقة التي تغلو في سيرها والوهق من المواهقة وهو التباري في السير مع المواظبة عليه. والأعطاف الجوانب الواحد عطف. يقول جهدت هذه الناقة جتى عرقت فبقي أثر عرقها أسود كالوشم ويقال أن الناقة إذا وردت لخمس عرقت عرقا خاثرا كالزفت. والمضبورة هي المجموع بعضها إلى بعض الموثوقة الخلق ومنه إضبارة الكتب والقرواء الطويلة القرى وهو الظهر ولا يكاد يقال للذكر أقرى والهر جاب الطويلة على وجه الأرض الضخمة الوثيقة الخلق والفنق الكثيرة واللحم وامرأة فنقٌ أي مفتّقة منعمة. ومائرة الضبعين أي مترددتهما. والضبعان العضدان. والمصلات السهلة العنق أي ليست بكثيرة لحم العنق ولا بكثيرة الشعر. وأخلاق الطرق البعيدة القديمة الواحد خلقٌ وهي الطرق التي لا يسار فيها لقدمها. يقول هذه الناقة تهتدي في هذا الموضع الذي يضل فيه الدليل وتسرع فيه السير. وإنما يقصد بشم التراب رائحة الأبوال والأبعار فيعلم بذلك أنه مسلوك.
ومن المنسوب قول أبي محمد " القطا كدرى نسب إلى معظم القطا وهي كدرٌ وكذلك القمري منسوب إلى طير دبس " ليس بصحيح عندهم لأن الجمع لا ينسب إليه إذا لم يسم به والصحيح أنه منسوب إلى القمرة والدبسة والكدرة. وقوله: " والحداد هالكي لأن أول من عمل الحديد الهالك بن عمرو " وقيل إنما سمي الحداد بذلك لأنه يتهالك على الحديد إذا حلاه ومنه سميت الفاجرة هلوكا لتثنيها في مشيها.
اسم الکتاب : شرح أدب الكاتب المؤلف : ابن الجواليقي الجزء : 1 صفحة : 121