اسم الکتاب : شرح أدب الكاتب المؤلف : ابن الجواليقي الجزء : 1 صفحة : 105
وأما الجاعرتان فقال أبو زيد وغيره هما من البعير العظمان المكتنفان أصل الذنب والذنب بينهما وقال الليث هما حيث يكوي الحمار في مؤخره وهما الرقمتان وهذا قريب من قول أبي زيد وحكى بعضهم عن الأصمعي هما حرفا الوركين المشرفان على الفخذين والرقمتان أيضا شبه ظفرين متقابلين في باطن أعضاد الفرس والحمار وأنشد أبو محمد بيتا لكعب ابن زهير وقبله.
كأني شددت بأنساعها ... قويرح عامين جاباً شنونا
يقلّب حقباً ترى كلّهن ... قد حملت فأسرّت جنينا
فأبقين منه وأبقى الطرّاد ... بطنا خميصا وصلبا سمينا
وعوجا خفافا سلامٍ الشظى ... وميظب أكم صليباً رزينا
إذا ما انتحاهنّ شؤبوبه ... رأيت لجاعرتيه غضونا
الاتساع حبال من أدم الواحد نسع وقويرح تصغير قارح يريد حمار وحش شبه ناقته به في قوتها وصلابتها ثم أخذ في وصف الحمار والأتن الجأل يهمز ولا يهمز وهو الصلب الغليظ. والشنون الذي بين السمين والمهزول والحقب جمع أحقب وحقباء وهي التي في حقوبها بياض وأسرت جنينا أي أضمرت ولدا في بطنها فأبقين منه أي أبقت الاتن من العير وأبقى الطراد أيضا بطناً خميصا أي ضامرا. وعوجا خفافا يعني قوائم منحنية خفيفة. وسلام الشظى سليمة من الداء والعيب. والشظى عظمٌ لاصق بالذراع وميظب أكمٍ يريد أنه مواظب أبدا على الأكم يعني، حوافر تديم دقّ الأكم والصليب الصلب. وقوله انتحاهنّ أي قصدهنّ وشؤبوبه شدة دفعته في جريه والهاء راجعة إلى العير والضمير في انتحاهنّ يرجع إلى الأتن. والغضون الاسترخاء والتثني من الهزال.
قال أبو محمد وأما قول الهذلي في صفة الضّبع عشنزرةٌ جواعرها ثمان فلا أعرف عن أجذ من علمائنا فيه قولا أرتضيه.
الهذلي هو الأعلم واسمه حبيب بن عبد الله وهو أخو صخر الغيّ وأول هذا الشعر:
أعبد الله ينذر يال سعد ... دمي إن كان يصدق ما يقول
متى ما يلقني ومعي سلاحي ... يلاق الموت ليس له عديل
اسم الکتاب : شرح أدب الكاتب المؤلف : ابن الجواليقي الجزء : 1 صفحة : 105