responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سر الفصاحة المؤلف : ابن سنان الخفاجي    الجزء : 1  صفحة : 227
وأراد بقوله: تمجس الحرباء أي صار لاستقباله الشمس كالمجوس التي تعبدها وتسجد لها وجعل الرواهب النعام لسوادها ويهود: يرجع وهو يلغز بذلك عن اليهود لما ذكر المجوس والرواهب.
وكذلك قوله:
إذا صدق الجد اتفرى العم للفتى ... مكارم لا تكرى وإن كذب الخال1
لأنه يريد بالجد: الحظ وبالعم: الجماعة من الناس وبالخال: المخيلة وقد ألغز بذلك عن العم والجد والخال من النسب. فهذا وأمثاله ليس من الفصاحة بشئ وإنما هو مذهب مفرد وطريقة أخرى.
فإن قيل: فما عندكم في الحكاية التي تحكى عن أبي تمام أنه لما قصد عبد الله ابن طاهر بقصيدته التي أولها:
أهن عوادي يوسف وصواحبه ... فعزماً فقدماً أدرك السؤل طالبه
وعرض هذه القصيدة على أبي العميثل صاحب عبد الله بن طاهر[2] وشاعره. فقال له أبو العميثل عند إنشاده أول القصيدة -: لم لا تقول يا أبا تمام من الشعر ما يفهم. فقال: وأنت يا أبا العميثل لم لا تفهم من الشعر ما يقال فانقطع أبو العميثل: قيل: إن الذي قاله أبو تمام وأبو العميثل صحيح لأن أبا العميثل طلب من أبي تمام إذ كان حاذقاً في صناعة الشعر وقد قصد مثل عبد الله بن طاهر بالمديح أن

1 لا تكرى: لا تنقص.
[2] هو عبد الله بن طاهر بن الحسين الخزاعي أمير خراسان ومن أشهر الولاة في العصر العباسي ولي غمرة الشام ثم ولاه المأمون خراسان كان من أكثر الناس بذلا للمال وقال عنه ابن خلكان كان عبد الله سيدا نبيلا عالي الهمة شهما وكان المأمون كثير الاعتماد عليه توفي في نيسابور سنة 230هـ.
اسم الکتاب : سر الفصاحة المؤلف : ابن سنان الخفاجي    الجزء : 1  صفحة : 227
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست