اسم الکتاب : سر الفصاحة المؤلف : ابن سنان الخفاجي الجزء : 1 صفحة : 15
الإبهام إلى الإفصاح فإذا أعان الله تعالى ويسر تمام كتابنا هذا كان مفرداً بغير نظير من الكتب في معناه.
وذلك أن المتكلمين وأن صنفوا في الأصوات وأحكامها وحقيقة الكلام ما هو فلم يبينوا مخارج الحروف وانقسام أصنافها وأحكام مجهورها ومهموسها وشديدها ورخوها. وأصحاب النحو وأن أحكموا بيان ذلك فلم يذكروا ما أوضحه المتكلمون الذي هو الأصل والأس. وأهل نقد الكلام[1]فلم يتعرضوا لشيء من جميع ذلك وإن كان كلامهم كالفرع عليه.
فإذا جمع كتابنا هذا كله وأخذ بحظ مقنع من كل ما يحتاج الناظر في هذا العلم إليه فهو مفرد في بابه غريب في غرضه. وفق الله تعالى ذلك ويسره بلطفه ومنه. [1] هم علماء البلاغة.
فصل في الأصوات.
الصوت مصدر صات الشيء يصوت صوتاً فهو صائت وصوت تصويتا فهو مصوت.
وهو عام ولا يختص. يقال: صوت الإنسان. وصوت الحمار. وفي الكتاب الكريم: {إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ} [1] وقال الراجز:
كأنما أصواتها في الوادي ... أصوات حج من عمان غاد2
وقال جرير بن عطية:
لما تذكرت بالديرين أرقني ... صوت الدجاج وقرع بالنواقيس [1] سورة لقمان الآية 19.
2 حج جمع حاج.
اسم الکتاب : سر الفصاحة المؤلف : ابن سنان الخفاجي الجزء : 1 صفحة : 15