اسم الکتاب : سحر البلاغة وسر البراعة المؤلف : الثعالبي، أبو منصور الجزء : 1 صفحة : 170
كالليل الذي هو مدركه، ومفاجئه فمهلكه. ركب الأولياء أكتافهم، وتحيفوا أوساطهم وأطرافهم، وغنموا أثاثهم وأسبابهم، وظهورهم ودوابهم. ما هو إلا دريئة الهرب، وفريسة الطلب. أنى له المقام ورماح الطلب نحوه مشرعة، وخيوله إليه مسرعة.
ذكر الغنائم
غنموا أموالهم التي لم يؤدوا فيها حقاً معلوما، ولم يغنوا بها سائلاً محروما. غنموا أموالهم التي احتجنوها فاختزنوها. استولى الأولياء وغنموا، وكلموا وما كلموا. غنموا ذلك الحطام، المجموع من الحرام، المثمر من الآثام، المقتطع من فيء الإسلام. غنموا أموالاً إن ذكر قدرها، استشرف أمرها، وكيف بذلك والذهب حتى الآن يكال بين الأولياء كيلا، ويهال بين الغانمين هيلا. غنم الأولياء ما بقت لهم الحوادث، وأسأرت عندهم النوائب من أمهات الذخائر والعقد النفائس. قد صارت أموال الأعداء غنائم لهم لا تحصى كثرة، وعادت على الفاسقين مظالم وحسرة.
ذكر موت العدو
أفضى به سوء العاقبة إلى العذاب الأليم، والمال الذميم، وسكنى الجحيم، وسقيا الحميم. قضى نحبه، ولقي بأسود صحيفة ربه. جراحة أتت على نفسه، ووسدته في رمسه. آل أمره إلى وبال، وانحلال واضمحلال، قبض إلى أخراه على النفاق، كما عاش في دنياه على الشقاق. مضى لسبيله يقدمه الخزي، ويتبعه اللعن، ولا تبكي عليه السماء ولا الأرض. قبضت. نفسه الخبيثة على ضلال وخبال، وسوء حال ومال. تقطعت وسائل بقائه، واتصلت حبائل فنائه.
اسم الکتاب : سحر البلاغة وسر البراعة المؤلف : الثعالبي، أبو منصور الجزء : 1 صفحة : 170